باسيل ينسحب من تحالف ولا يجد آخر
في مقابلته امس، اعلن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بشكل او بآخر، عن نهاية تحالفه مع “حزب الله”. في عز الحرب الاسرائيلية الطاحنة التي يواجهها الحزب انقلب باسيل على حليفه التاريخي الذي كان له الفضل الاول في ايصال عدد كبير من نواب تكتله النيابي في الانتخابات النيابية الاخيرة. كرر باسيل خطاب نائبه ناجي حايك الذي قال قبل ايام في اطلالة تلفزيونية ان “حزب الله” لم يعد حليفاً، واضعا حدا لتحالف دام منذ العام ٢٠٠٦.
لم يتقن باسيل اصول السياسة، بالرغم من كل المجالات التي فتحت أمامه والفرص التي اعطيت له وحجبت عن غيره. قبل سنوات تراجع باسيل نفسه عن اتفاق مكتوب مع “القوات اللبنانية” بعد ان نفذت تعهداتها منه، فإنسحب باسيل في سابقة سياسية تضر صاحبها اكثر مما تضر “المطعون” من خلالها، فنظرة القوى السياسية تجاهه اصبحت خالية من الثقة والاحترام.
قطف باسيل ما زرعه عندما حاول التحالف مع المعارضة فلم يجد حزبا او شخصية تقبل التحالف معه على المدى الطويل، حتى انه وبالرغم من توسله لقاء في معراب، رفضت القوات ورئيسها هذا اللقاء منذ عدة اشهر علما ان مثل هذا اللقاء يفيد جعجع سياسيا وشعبياً. واليوم كرر باسيل الخطأ نفسه وتخلى عن حليفه الذي سلفه الكثير في الحياة السياسية على مدى سنوات، عندما شعر بضعفه..
وبعيدا عن نقاش صحة قراءة باسيل السياسية، فان الرجل تسرع كثيرا وقام بخطوة قد تكون مفيدة جدا لخصوم الحزب من دون ان يقبض ثمنها السياسي، وعليه فإن الخطوة تمت وليس هناك احد مستعد ان يدفع ثمنها بعد ان حصلت مجاناً. لم يحسب باسيل حساب انتصار “حزب الله” في المعركة، لكن الاهم انه لم يجد حليفا جديدا…
من الطبيعي ان يخرج “حزب الله” من هذه الحرب من دون ان يتم انهاء وجوده السياسي، وفي الاصل فان هذا الهدف لم تضعه اسرائيل كهدف للحرب وعليه فإن حضور الحزب السياسي سيكون مماثلا لحضوره اليوم، لا بل سيتحرر من الكثير من الالتزامات السابقة في ظل القيادة الجديدة التي ستخرج الى الضوء بعد وقف اطلاق النار، لذلك فإن باسيل غير قادر على استعادة تحالفه مع حارة حريك في المدى المنظور.
في الوقت نفسه لا يبدو ابدا ان باسيل قادر على اقناع اي من قوى المعارضة بالتحالف معه، لذا فهو امام ازمة سياسية غير مسبوقة في المرحلة المقبلة، خصوصا ان واقعه الشعبي والنيابي في تراجع مستمر ما يجعل عزله امرا اسهل من عزل اي قوة سياسية اخرى.
علي منتش
لبنان 24
