أبرز الأخباربأقلامهم

ورشة تشحيل للأغصان المثمرة…!

حطابون.... وتجارة أخشاب!

Almarsadonline

المحامي لوسيان عون – عضو مؤسس في التيار الوطني الحر

لم ندرِ يوماً كمؤسسين أننا سوف نكون وقوداً في سبيل مصالح فردية
لم ندرِ أبداً أننا سنكون حطباً في مدفأة أشخاص وأفراد
لم نحسب يوماً أن يتحوّل نضالنا وكفاحنا الوطني السامي إلى شركة تجارية تبغي الربح والمتاجرة بدماء المسيحيين
لم ندرِ ذاك اليوم الذي أسسنا فيه حزباً هدفه الحرية والسيادة والإستقلال ان يتحول إلى مادة ووسيلة للتسويات والصفقات والسمسرات
لم ندرِ يوم وضعنا فيه دمنا على كفنا في مواجهة الإحتلالات في الساحات أن لا مكان للوفاء ولا تقدير لعطاءاتنا ولا عاطفة بل عقود بيع وشراء بالجملة والمفرق وضحكاً على الذقون واستغلالاً واستكراداً
لم ندرِ انهم حوّلونا الى ضحايا فينتجون فيلم “عشرة عبيد صغار”، وأننا كنا جسراً لعبورهم الى ملكوت الثروات، ورافعة ترمى في بورة الكسر بعد تحقيق المآرب والمصالح الخبيثة….
لم ندرِ يوماً أنهم جعلونا أغصاناً في شجرهم وحقولهم وغاباتهم، فشبهونا بالأغصان التي تخضع للتشحيل بمقصاتهم إن كبرت، وهي حجة بعض الحطابين الذين يفضلون الإطباق على المواسم الزراعية وقطع الأشجار المثمرة بهدف بيعها حطباً للتدفئة على حساب انماء الزراعة وازدهار المواسم وتعميم الخَضار والقطاف والاتاحة للارض كي تعطي المزيد من العطاء والإنتاج.
بعد تكرار الفصل والإنفصال عدت بالذاكرة الى اغتيال مئة من المؤسسين الابطال، وقد كنت عميد المستقيلين عام ٢٠٠٦ الذي ارتضى الإنفصال لا الفصل، قبل ان كرت سبحة هؤلاء، فلم يبقَ سوى المنبطحين والمتملقين وماسخي الجوخ والمنتفعين والمطبلين والمزمرين والهتّافين في المهرجانات والندوات،
عدت بالذاكرة الى حكماء الرعيل الأول،
عدت بالذاكرة الى العام ٢٠٠٥ عندما فرض الرئيس المؤسس جملة تدابير لم نكن لنفهم معانيها ومغزاها،
عندما اوقف طباعة صورته بالزي العسكري وفرض صورته بالزي المدني معتبراً اننا انخرطنا بمرحلة جديدة، فلم ندرِ انها كانت مرحلة الإنقلاب على الشعارات وبيع الجهاد والتنازل عن الكرامات،
عندما رفض فكرتنا بتأسيس حزب منظم ووضعِ نظام داخلي وميثاق له، لكنه قبل على مضض،
عندما كان يواجهنا على الدوام بعبارات : “شو بكن انتو وجبران “؟، و” من شو بيشكي جبران” بعد طوفان الشكاوى على الصهر العزيز واجراءاته التي تجلت باقصاء الكوادر من مناصبهم و” تشحيل ” التيار منهم وابقاء اغصانه واغصان العائلة المالكة،
عدت بالذاكرة إلى مناصب نيابية عرضت على لوائح المناطق المختلفة ضمن استدراج عروض، بملايين الدولارات، فكان بعضها من نصيب الاثرياء وهم معروفون واحداً واحداً فيما بقي دور اقصاء الكوادر الباقين في دورات لاحقة لكونهم كانوا يتمتعون بثقل شعبي في مناطقم صعب “تشحيلهم”
لكن يا أصحاب النفوس الضعيفة والتجار الفاشلين،
لقد توسعت دائرة وقوة المعترضين، وبات المؤسسون يشكلون قوة ضاربة في مناطقهم، ولن يعودوا بعد اليوم لقمة سائغة في أفواهكم، ولا تظنوا انهم علكة تمضغونها في فمكم فاستغنيتم عنها عندما استقويتم بتحالفات هجينة ورافعات تبحث عن مصالح دولية وافكار عقائدية انتم ابعد المسافات عنها،
هؤلاء المؤسسون الذين “شحلتموهم” بمقصات قلة الضمير والوفاء لكم بالمرصاد وهم “بي الصبي” ولهم تاريخ في النضال النظيف والشريف…
لقد اقترب يوم الحساب، ولن تجدوا لا رباً تستنجدون به ولا حليفاً يدعمكم بعدما اعطيتم العالم أسوأ شهادات في قلة الوفاء،
لقد انقرض عهدكم الذهبي، وانهارت شعاراتكم الفارغة المزيفة، ولن تجدوا شعارات جديدة أخرى في سوق النخاسة بعد اليوم
والغد لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com