أخبار محلية

سبب واحد قد يدفع باسيل للسير بفرنجية قبل نهاية ايلول!…ما هو ؟

الكلمة اونلاين
بولا أسطيح

في الوقت الذي تتخبط فيه قوى المعارضة التي فقدت القدرة على المبادرة رئاسيا بعد انقسامها الحاد في مقاربة مبدأ الحوار ومبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وانصرافها لمحاولة اجتذاب المزيد من النواب الى صفوفها، كشفت المعلومات ان الحوار بين “التيار الوطني الحر” وحزب الله قطع نحو ٨٠٪؜ من المسافة بخصوص طرحي اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني.
ولم يتضح ما اذا كان ما تم التفاهم عليه بينهما حتى الساعة وافق عليه ايضا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ام لا. اذ يبدو واضحا ان الفرقاء ال٣ اي بري وحزب الله ورئيس “التيار” جبران باسيل، يتركون مساحة ليناوروا فيها ويتجاوزوا التزاماتهم اذا اقتضت مصالحهم الشخصية والحزبية ذلك.
فأولا حزب الله الذي يرى بحواره مع “التيار” بوابة اساسية قد يتمكن من خلالها تأمين انتقال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من بنشعي الى قصر بعبدا، يبدو انه وافق على السير بالقسم الاكبر من النقاط التي يتضمنها مشروع الوزير السابق زياد بارود المرتبط باللامركزية الادارية الموسعة، وهو سيحتفظ بحق المناورة بما يرتبط باللامركزية المالية بحيث قد بات الحديث يتركز حاليا على الموافقة على اللامركزية الادارية الموسعة بمقتضياتها المالية. وتقول مصادر مطلعة على جو حزب الله ان “الحزب ينطلق في مقاربة اي طرح من 3 اولويات، اولوية وحدة الصف الشيعي، من ثم اولوية تفادي اي خلاف مباشر او صراع سني- شيعي وصولا للاولوية الثالثة الا وهي تفادي الخلاف الشيعي- المسيحي”، مضيفة:”هكذا هي اولويات حزب الله وبالتالي ما يعنيه اولا هي موافقة بري على ما يتفاهم معه مع باسيل كما ان ما يهمه هو الا يكون ما يُتفق عليه مستفزا للقوى السنية في البلد واذا كان كذلك فهو لن يجازف ابدا بالسير فيه”.
ولعل ما يجعل سير الحزب باللامركزية بالشكل الذي يطرحه باسيل دونه الكثير من علامات الاستفهام هو ان معظم النواب السنة لم يعطوا اي اشارة ايجابية بخصوص هذا الطرح، كما ان الرياض، وبحسب المعلومات، لا تبدو متحمسة له.
من جهة بري، فهو الذي لم يعد خافيا انه اكثر المتحمسين لانتخاب فرنجية رئيسا، يعلم ان التجاوب مع مطالب باسيل سيشكل shortcut لبعبدا، لكنه ايضا يحسب بدقة ما اذا كان رضوخه لهذه المطالب سيعطي رئيس “الوطني الحر” اوراق قوة يستخدمها ضده في المرحلة المقبلة، ما يجعل فوز فرنجية مكسبا عابرا امام مكسب استراتيجي يحققه باسيل.
اما الاخير، فيجري هو الآخر حسابات دقيقة جدا للربح والخسارة تاركا هامشا كبيرا للمناورة. فهو الذي يخوض حوارا اساسيا مع حزب الله يصر في الوقت عينه على تأكيد استمرار تواصله مع القوى المناوئة للحزب والتي تقاطع معها على التصويت في الجلسة الاخيرة للانتخاب للوزير السابق جهاد أزعور، ليمسك بذلك بورقة ضغط على الحزب الذي بات مقتنعا ان باسيل ورغم ما يسربه في هذا الاطار لم يعد مستعدا للتصويت مجددا لازعور تحت اي ظرف. وتقول مصادر مطلعة على الحراك الحاصل في هذا المجال ان “سببا واحدا ووحيدا قد يدفع باسيل للسير بفرنجية قبل نهاية شهر ايلول، الا وهو استشعاره بامكانية حصول تفاهم اقليمي- دولي ما على السير بقائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للبلاد”. وتضيف:”حتى حزب الله يستخدم هذه الورقة ولو بشكل غير مباشر كورقة ضغط على باسيل لتسريع انجاز التفاهم المنشود بينهما ودفعه للسير بفرنجية في الاسابيع المقبلة”.
ويخشى باسيل دورا قطريا للترويج مجددا لعون خاصة في ظل التقلص المتوقع للدور الفرنسي نتيجة انشغال مبعوث باريس الى لبنان جان ايف لودريان بمهمته الجديدة في الرياض والتي يستلمها قريبا كرئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات في المملكة العربية السعودية.
وبانتظار ما سيحمله خلال زيارته المفترضة منتصف هذا الشهر وما اذا كانت الزيارة ستكون رمزية- وداعية ام تحمل عنصرا يقلب الستاتيكو الراهن، من المرتقب ان تواصل كل القوى اللبنانية الامساك بأوراق القوة التي بحوزتها وتواصل التمترس اعلى الشجرة بانتظار من يمدها من الخارج بالسلم وبأسباب تخفيفية للنزول عنها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى