بأقلامهم

فخ جديد للمودعين! / لوسيان عون

بقلم المحامي لوسيان عون

كان ينقص نصب فخ جديد للمودعين في وطن فقد كل مقوماته، ومؤسساته التي لطالما تغنى بها أبرزها مؤسساته المصرفية والمالية.
إنه فخ الشيكات المصرفية الذي جعل منه القطاع المصرفي تنفيسة للمودعين اعتقدوا يوماً أنه سيكون مخرجاً من شأنه إنقاذ ودائعهم من نير الافلاس، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنه شكل نقلة من تحت الدلفة الى تحت المزراب على ما يقول المثل الشهير.
فلمجرد يرضخ المودع لاستصدار شيك مصرفي بقيمة وديعته أم باقل منها فُرِض عليه اقفال حسابه مع ابراء ذمة المصرف المعني، وانتقل الحق من وديعة الى ما يمثله الشيك من حقوق مالية فيحتفظ به ريثما يعمد الى صرفه لدى صراف ام الى شراء عقار ام شقة ام سيارة الخ…..
لكن لم تجرِ الرياح كما اشتهت سفن المودعين اذ ” راحت السكرة وإجت الفكرة”…. وسرعان ما تحول الشيك المسحوب الذي كان يتمتع بضمانة قصوى ومميزة قبل ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ إلى نقمة، وبات غير قابل للصرف الا ” بتراب المصاري” وكم من اناس يرفضون استلامه واستيفاءه، وقد فقد قيمته الفعلية في سوق الصرف السوداء الى ان بلغ يساوي ما يقارب ١٣٪ من قيمته ” فريش ” أي كل شيك مصرفي قيمته ١٠٠ الف دولار يساوي فعلياً ١٣ ألفاً فريش بالدولار مع توافق تحت الطاولة بين المصارف على رفض ايداعه في حسابات المودعين او في معظم الحالات تجميد قيمته لستة اشهر قبل احتسابه على اسعار منصات يشوبها الالتباس والفوضى…. ناهيك عن رفض فتح حسابات جديدة منذ بدء الثورة منذ ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ ، وهذا ما تسبب بافدح الخسائر على مستوي العجلة الاقتصادية والسوق المالية.
لبنان الذي عاش عهداً ذهبياً على مستوي التبادل التجاري والصناعي ومستوي الخدمات طوال عقود من الزمن خاصة بعد صدور قانون السرية المصرفية عام ١٩٥٦ تلقى الضربة القاضية من خلال تحكم الفساد والنهب بمقدراته، فكان ان خسر ابرز ثرواته التي تضاهي ثروات دول العالم من النفط والغاز والمعادن في باطن الارض،
هل هو قدر لبنان ان يتلقى هذه الضربة القاتلة ام هو من افعال منظومة فاسدة مجرمة اكلت الاخضر واليابس بعدما انعدم الحس الوطني وانتفى الضمير الانساني لديها، فبات ما حصل يشبه حرب ابادة لشعب وثق بمنظومته الحاكمة فسلمها جنى عمره ورزقه، لكنها خانت الأمانة وفضلت الاثراء على حساب امانته رغبة في تحقيق مزيد من الثروات والمغانم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى