أبرز الأخبار

بين الحريري ونصر الله والأسد حكاية رئاسية

المصدر: لبنان الكبير

 

في الرابع من أيلول 2004 تمَّ تعديل المادة 49 من الدستور اللبناني إفساحاً في المجال أمام الرئيس السابق إميل لحود للبقاء ثلاث سنوات إضافية في الحكم انتهت في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2007، فما كان موقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ذلك التمديد وما كانت خياراته الرئاسية؟

على وقع انتهاء ولاية الرئيس لحود أواخر العام 2004، مرشحون كثر ناموا رؤساء واستفاقوا بدلاء عن ضائع رئاسي ربما لم يكن كذلك في حسابات النظام السوري ورئيسه بشار الأسد الذي كان يعلم جيداً أن الغاية الحقيقية في نفسه هي التمديد للحود وإبقاء القديم السياسي والسلطوي على قدمه تحت شعار “الأمن القومي العربي”. ولا شك في أن هناك أسباباً عديدة أملت على النظام السوري المضي قدماً بالتمديد للحود على الرغم من المعارضة اللبنانية الشديدة والرفض الدولي المتشدد، أبرز هذه الأسباب نوجزها بالآتي:

– إرضاء الجانب السوري بافتعال الخلافات والاختلافات السياسية والدستورية بصورة دائمة مع الرئيس رفيق الحريري.

– الحرص على تنفيذ اتفاق الطائف وفق الرؤية السورية التي أبقت على معظم بنوده عالقة بهدف إمكان التحكم بالسياسة والسياسيين اللبنانيين والحؤول دون بناء الدولة وتالياً استمرار هيمنة الميليشيات المسلحة.

– إضعاف الموقف المسيحي عبر رئيس جمهورية غير مرضي عنه سياسياً وكنسياً في مقابل إضعاف الموقف السني أيضاً عبر فتح الجبهات الدائمة مع القيادات الاسلامية خصوصاً السنية وعلى وجه التحديد رفيق الحريري.

– إستمرار السيطرة السورية على مفاصل الحكم في لبنان عبر رئيس يسلم مقاليد الجمهورية بأكملها للجانب السوري.

وفي ما يتعلق بالمرشحين لرئاسة الجمهورية في تلك الفترة كان النائب والوزير الراحل جان عبيد أبرزهم لا بل كان مرشح التسويات الدائم والذي لم تعثر أي تسوية على مكان إقامته، على الرغم من مكانته المرموقة لبنانياً وعربياً ودولياً نظراً الى حنكته السياسية ولباقته الديبلوماسية والأهم لبنانيته الذهبية الخالصة وعروبته النقية الصادقة.

سليمان فرنجية النائب والوزير الدائم في مجالس وحكومات ما بعد اتفاق الطائف والمرشح الرئاسي الجدي للمرة الثالثة في ظروف مختلفة وأجواء سياسية متعددة.

في هذا السياق، يروي نائب ووزير ماروني سابق لـ “لبنان الكبير” حكاية رئاسية أبطالها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد وقعت أحداثها إبان العمل على التمديد للرئيس اميل لحود، فعند طرح التمديد له وبروز معارضة شديدة وخصوصاً من المسيحيين الذين رفضوا تمديد نهج الفرض والوصاية بصورة متوازية مع ضغوط دولية دارت حول كل من سوريا و”حزب الله”، اقترح الحريري ترشيح سليمان فرنجية وانتخابه رئيساً للجمهورية، اقتراحٌ لم يلقَ معارضة داخلية سياسية أو كنسية فما كان من نصر الله إلا أن طلب من الأسد التمديد للحود على اعتبار أنه يحمي ظهر المقاومة من المؤامرات الدولية القادمة وأنه يشكل ضمانة سياسية وأمنية من جراء التدخلات الخارجية المتزايدة وتحديداً الأميركية منها”.

ويضيف النائب والوزير السابق: “كان رفيق الحريري الأكثر حرصاً على النظام والجمهورية والأكثر صوناً لحقوق المسيحيين ووجودهم داخل السلطة حتى أكثر من المسيحيين أنفسهم إلى أن استشهد دفاعاً عن لبنان الدولة والدستور والمؤسسات بمسلميه ومسيحييه على السواء”.

مُدد للرئيس إميل لحود، اغتيل الشهيد رفيق الحريري وخرجت سوريا من لبنان على وقع مسلسل اغتيالات سياسية وأمنية صادمة، ومنذ ذلك الحين أصبح الشغور في سدة رئاسة الجمهورية عرفاً دستورياً خاضعاً للابتزاز السياسي والمصلحي بصورة فاضحة داخلياً وخارجياً وفق حسابات فئوية تهدد الدستور والنظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى