أبرز الأخبار

عشاء هوكشتاين والقائد أنتج تحليلات كثيرة.. لماذا تقصّدت عوكر نشر الصورة؟

بدأ المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، خلال زيارته لبنان هذه المرة في ” أسعد حالاته “، ومنشرحاً الى ابعد الحدود، اذ لم تفارقه الابتسامة كالعادة، وكان سعيداً جداً في رحلته التي بدأها صباحاً في منطقة الروشة في العاصمة، حيث تناول المناقيش وتوابعها في جلسة رائعة كما وصفها، كاتباً عبر حسابه على منصة “إكس”: ” من الرائع العودة الى بيروت، قهوة سريعة ومنقوشة في الفلمنكي، والمنظر الجميل المطل على الروشة، مع السفيرة الأميركية الموهوبة دوروثي شيا”.

وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبحثه معهما استكمال ترسيم الحدود البرية والنقاط المتنازع عليها مع ” اسرائيل، إضافة الى ملف التنقيب وغيره، أكمل مشواره لكن هذه المرة في مروحية عسكرية الى قلعة بعلبك الاثرية، ترافقه السفيرة شيا التي بدت فرحة ايضاً بالسياحة في لبنان، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني، وكانت جولة على الهياكل والمدرجات الرومانية، واستغرقت الجولة قرابة الساعة، لتختتم بعصرونية من الصفيحة البعلبكية في القلعة. ومساءً لبّى المسؤول الاميركي دعوة قائد الجيش العماد جوزف عون الى عشاء في منزله، مع السفيرة شيا والوفد المرافق، ومنذ ذلك المساء والعشاء المذكور لا يزال حديث الساعة، وضمن التحليلات السياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كثرت الاسئلة حول مدى إعطاء الضوء الاخضر الاميركي لإيصال قائد الجيش الى بعبدا، كما أطلق مؤيدو العماد عون وما أكثرهم، العنان لصفحاتهم على تلك المواقع، بأنه سيُنتخب خلال اشهر قليلة رئيساً للجمهورية، خصوصاً بعدما تقصّدت السفارة الاميركية في عوكر نشر صورة العشاء عبر منصّة “اكس” وكتبت: ” عقد عشاء عمل مثمر مع قائد الجيش اللبناني، إن تفاني الجنود ذوي الكفاءة العالية أمر بالغ الأهمية لأمن لبنان واستقراره، ملتزمون بمواصلة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة ولبنان”.

الى ذلك توالت الردود ولم تتوقف، اذ رأى البعض انّ ما كتب شكّل رسالة مبطّنة الى معارضي إنتخاب قائد الجيش رئيساً، معتبرين انّ الصورة أظهرت عشاءً عائلياً وصداقة متينة، لم نشهدها مع اي مرشح او إسم مطروح لتولّي المنصب الاول.

وعلى خط مغاير، اشار مطلعون على ما جرى الى انّ قائد الجيش، سبق ان دعا هوكشتاين الى العشاء في المرة السابقة التي زار فيها لبنان، لكنه لم يستطع تلبيها حينئذ، فغادر ووعد بذلك في المرة المقبلة، وهكذا كان، ولفتوا الى انّ القراءات والخلفيات التي أشار اليها بعض المحلّلين” شطحت” كثيراً، وإتجهت نحو خانات بعيدة عن الواقع، اذ كان العشاء عادياً ولم يتطرّق الى اي ملف سياسي، او حتى الى الاستحقاق الرئاسي، لكن بالتأكيد هي كلمة شكر من قائد الجيش، لكل من يساعد المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الصعبة التي يمّر فيها لبنان، كما من الطبيعي ان يحصل لقاء بين اي مسؤول دولي يزور لبنان، مع قائد المؤسسة العسكرية، بالتزامن مع الهدف الذي اتى من اجله هوكشتاين، وهو تكريس الاستقرار في الجنوب، وتثبيت الوقائع على أثر توقيع اتفاق ترسيم الحدود، مع الاشارة الى انّ العماد عون سبق ان أطلق صرخة قبل ايام، امام عدد من النواب الذين زاروه، بضرورة مساعدة الجيش بالحاجات الضرورية وخصوصاً المحروقات.

صونيا رزق – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى