أبرز الأخبار

جبران باسيل يبحث عن آلان عون

ليبانون ديبايت – محمد المدني

ترشّح جبران باسيل لرئاسة “التيار الوطني الحر”، وهو أول المرشّحين وآخرهم، إذ أن أحداً داخل الأروقة البرتقالية لن يكرّر تجربة العام 2015 حين ترشّح النائب آلان عون لرئاسة التيار بوجه باسيل.

في العام المذكور، أُجهضت المعركة بين جبران باسيل وآلان عون، وانتهت بإجبار الأخير على الإنسحاب كرمى عيون “الصهر الغالي” والوريث غير الشرعي لامبراطورية ميشال عون التي تدمرت لاحقاً على يدي الوريث نفسه.

وتجدر الإشارة، إلى أن آلان عون كان منافساً شرساً لباسيل وقتها، وإلاّ لما تدخل كبار القوم وأقنعوه أو أجبروه على الإنسحاب حفاظًا على وحدة “التيار” ومشروعه. ومنذ ذلك الوقت، تسلم باسيل رئاسة “التيار” وسيبقى إلى أجلٍ غير مسمى.

لكن المضحك، أن باسيل اليوم يبحث عمّن يترشّح بوجهه من التياريين، أكان آلان عون أو غيره، على أساس أنه الرجل الديمقراطي الأول على سطح الكوكب، لكن بعد ماذا؟ فالتيار بسواده الأعظم بات عبارة عن مجموعات “باسيلية” تأتمر بأوامره وتنفذ طلباته بعدما تزعّم الحالة العونية لسنوات طويلة، ومعظم المعارضين “العونيين” كان مصيرهم الطرد.

وبعدما حُسم الأمر لجهة عدم ترشّح أحد بوجه جبران، سيكون الأخير رئيساً لـ”التيار” بالتزكية، ولا داعي لإجراء انتخابات وهمية معروفة النتائج سلفاً. بل يجدر بباسيل أن يتصرّف كما سمير جعجع في “القوات اللبنانية” ونبيه بري في حركة “أمل”، لأن إجراء انتخابات في هذه الأحزاب هو إهانة للديمقراطية، تماماً كما يفعل جبران باسيل.

ثم أن المعركة في حال كانت ممكنة، فهي غير متكافئة بين المرشّحين، فأي شخص سيترشح من “التيار” سيكون عليه القيام بمعركة ديمقراطية طبيعية لإقناع المنتسبين ببرنامجه والقيام بجولات على مختلف القطاعات، أمّا باسيل فهو ليس بحاجة لكل ما ذكر، يكفي أن من يخوض معركته هو الرئيس التاريخي لـ”التيار” ميشال عون، ممّا يبطل أي تكافؤ في المعركة. وما حضور الرئيس عون في كل المناسبات الأخيرة للتيار في مختلف المناطق إلى جانب باسيل إلاّ بهدف واحد، وهو تزخيم معركة الأخير الداخلية وحسمها سلفاً من خلال انحيازه الكامل له.

وبما أن باسيل لا يوفّر فرصةً ليطلب ممّن يرى نفسه أكفأ منه في قيادة “البرتقالي” أن يترشّح، يجدر تذكيره أن “التيار” منذ أن وضع يده على رئاسته وهو يعيش حالة انحدار سياسية وشعبية واضحة، وفي زمن باسيل بات “التيار” جزءاً كبيراً من المنظومة وأصبح لاعباً أساسياً في ساحة المحاصصة والصفقات والتنفيعات.

بكل تأكيد، كثيرون هم من يتمتعون بالكفاءة غير المتوفرة عند باسيل، لكن من أين يأتون بميشال عون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى