أبرز الأخبار

الأسد غير متحمس لانتخاب فرنجية… الصداقة لا تنفع

الكلمة أون لاين

سيمون ابو فاضل

الصداقة القائمة بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، الذي يفاخر بها الاخير ، لا يمكن صرفها في الاستحقاق الرئاسي الذي يخوضه فرنجية، إذ ينقل زوار يلتقون الدائرة المحيطة بالأسد عدم الحماسة لوصول فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولذلك لم يعمد الرئيس السوري حتّى إلى “إحراج” الرئيس السابق ميشال عون بالطلب إليه تأييد رئيس “المردة” خلال زيارته الأخيرة له.

لماذا الأسد غير متحمس لوصول فرنجية رغم صداقته له، وأيضاً على قاعدة أنه يحمي خاصرة سوريا بحسب محور الممانعة، كما هو دعم الثنائي لرئيس المردة، انطلاقاً من أنه يحمي ظهر المقاومة؟

أربعة أسباب حتّمت موقف الأسد الرافض لوصول حليفه، وهي التالية، وفق الزوار:

أولا، إن انتخاب فرنجية، صديق الاسد، سيعيد للواجهة ملف وقف التهريب من الجانب السوري باتجاه لبنان، وكذلك فإن مطالبته لنظيره بترسيم الحدود البرية، في حال أصبح رئيساً، وهو أمر الأسد ليس بوارد القبول به حاليا لما يشكله التهريب من متنفس على أكثر من صعيد، فالتهريب المتبادل بين لبنان وسوريا ،مكّن دمشق من أن تكون لها رئة من الجانب اللبناني تشكل متنفسا للشعب السوري، بحيث يمنع تنامي النقمة ضد الأسد وينعش الاقتصاد بتوفيره مواد حيوية عبر لبنان، وهو طلب لا يحبز الأسد مطالبته به.

ثانياً، إن انتخاب فرنجية، صديق الأسد، سيدفعه نتيجة ضغط القوى الداخلية للمطالبة بترسيم الحدود البحرية حيث تبين لدى مسحها عام 2011، ان المناطق غير المحسومة حدودها تحتوي كميات هائلة من الغاز وليس من مصلحة الأسد في الظرف الحالي فتح هذا الباب والدخول في ملف الترسيم البحري إذا ما طلب منه صديقه فرنجية ذلك.

ثالثاً، إن انتخاب فرنجية، صديق الأسد، سيؤدي إلى تقديم ملف عودة النازحين السوريين الذي تعهد فرنجية بطرحه في حال انتخابه، فعندها سيكون مطلبا جامعا تتقاطع على تحميله إياه القوى كافة، المسيحية والشيعية، لأكثر من اعتبار ديموغرافي واقتصادي.
هذا الطلب لا يناسب الأسد حالياً، وفق الزوار، فكلفة إعادة الإعمار تبلغ ما يقارب 600 مليار دولارا اميركي حتى حينه، وهي مرتبطة باعتبارات للأسد ذات صلة بالعملية السياسية ومستقبل النظام، إذ ان أي عودة مجانية لنازحين سوريين بطلب من فرنجية- وهوامر مستبعد- سيكلّف النظام السوري أعباء اقتصادية لها صلة بالطبابة والكهرباء والتعليم.. دون إغفال مجهود مالي في القطاع الأمني نتيجة القلق من التزامات هؤلاء، وأيضاً لعدم وجود عناصر كافية، عليه، حسب الزوار فإن الأسد غير متحمس لوصول صديقه فرنجية ويترك الأمر للبنانيين للبت في الملف الرئاسي.

رابعاً، ستعود نغمة “مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية”، بحيث سيفتح هذا الملف الباب الدولي مجدداً على ممارسات النظام التي يتم طرحها حالياً في أكثر من منبر في المجتمع الدولي.

فالأسد، يكمل الزوار ، يفضل عدم تحول فرنجية إلى نظير لبناني له، لأنه لن يقبل طلباته لأكثر من اعتبار له علاقة بالامن القومي السوري والاقتصادي، وتلبيتها ستكون مجانية دون مقابل، وفي الوقت ذاته فإن عدم تجاوب الأسد مع فرنجية سيضعف ورقة طالما تميز بها آل الاسد وفق الزوار، وهي الوفاء وحماية الحلفاء، وسيأتي عدم قبول الأسد بمطالب فرنجية بمثابة انقلاب على تاريخ من الوعود الصادقة لآل الاسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى