أبرز الأخبار

خطة فرنسية للرئاسة اللبنانية… “لا غالب ولا مغلوب”!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

ببضعة كلمات لا أكثر، حضر الملف اللبناني في البيان الذي صدر بعد المحادثات الفرنسية – السعودية في الاليزيه الجمعة. فإثر قمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، شدد الطرفان على “ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان، الأمر الذي يعدّ العائق الرئيسي أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة”.

سيل من التحاليل والمعلومات حول ما دار بين الرجلين وما اتفقا عليه “لبنانيا”، ملأ الصحف والشاشات منذ ايام، الا ان الحقيقة في هذا الشأن لن تظهر بوضوح إلا بعد وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لو دريان الى لبنان غدا الاربعاء، علما ان مصادر دبلوماسية أشارت لـ”المركزية” الى ان المملكة لا تزال على موقفها من عدم التدخل في الملفات اللبنانية، في معطًى يدل على ان اتفاق بكين لم تصل مفاعيله بعد الى بيروت.

على اي حال، عشية جولة اللقاءات الشاملة الموسّعة التي سيجريها الدبلوماسي الفرنسي الملم بالملف اللبناني والتي ستستمر اياما، تقول المصادر إن ثمة ثوابت ستحكم الحركة الفرنسية المرتقبة لبنانيا سيتصرّف لودريان انطلاقا منها، كي يحصّن مهمته ويوفّر لها أعلى حظوظ النجاح.

هو سيكون مستمعا الى مَن سيلتقيهم أكثر منه طارحا لمبادرات او تسويات واضحة المعالم، غير انه سيُبلغ اللبنانيين ان بلاده على مسافة واحدة منهم جميعهم وانها غير منحازة لاي طرف او مرشّح وان همّها الاول والاخير ملء الشغور الرئاسي، ولا تكترث لهوية مَن سيملأ هذا الشغور. بمعنى آخر، وبعد اصطدام الوساطة الفرنسية بالحائط المسدود في الفترة الماضية، بما انها كانت منحازة لفريق 8 آذار، سيعلن لودريان ان هذا الواقع تبدّل. كما ان الاخير سيحاول معرفة مدى استعداد اللبنانيين لتقديم التنازلات في سبيل انجاز الانتخابات الرئاسية وذلك بعد أن أثبتت وقائع جلسة 14 حزيران الرئاسية ان ثمة استحالة لانتخاب مرشح الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومرشح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور، وبالتالي هناك حاجة ليقترب الطرفان خطوة في اتجاه بعضهما البعض، نحو اسم “تسووي”.

وفي ضوء ما سيسمعه الدبلوماسي حول جهوزية اللبنانيين لتوافقٍ ما، على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، تتابع المصادر، ستتم الدعوة الى لقاء لـ”الخماسي الدولي” ليضعه لودريان في خلاصة محادثاته ويخضعه تقنيو “الخماسية” للبحث والتمحيص تمهيدا لاتخاذ القرار.

في عود على بدء، تشير المصادر الى ان الجانبين السعودي والفرنسي اتفقا في الاليزيه على مواصلة التنسيق بينهما لبنانيا وعلى انتظار نتائج جولة لودريان. وبعدها، سيبنيان على الشيء مقتضاه: فإذا لمس ايجابية، رعيا حوارا او وساطة ما، بين اللبنانيين تنتهي بانتخاب رئيس. واذا كان حزب الله وحركة امل على تشددهما، فقد تتدخل الرياض وباريس لدى طهران لاقناع حلفائها في لبنان، بتليين موقفهم الرئاسي، او قد لا تفعلان وتتركان اللبنانيين للمصير الأسوأ، فعلى اجندة الدول ملفات كثيرة اخرى… تختم المصادر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى