أخبار محلية

مسيحيّو هذه المنطقة يشعرون بالخطر

لم تنتهِ مآسي بيروت العاصمة التي دُمِّرت في آب 2020، لتقرع في ساحاتها اليوم طبول تقسيم بلديتها إلى قسمين، واحد للمسلمين وآخر للمسيحيين. تصاريح بالجملة، لقاءات وجلسات، ندوات ومؤتمرات، وكلّ هذا لا يبشّر سوى بسقوط الهيكل على رأس الجميع.

بعد نغمة “التقسيم”، نشهد اليوم مطالبة مسيحية بضمان المناصفة في مجلس بلدية بيروت الذي يضم 24 عضواً، 12 للمسيحيين و12 للمسلمين. وبما أن التقسيم أمرٌ مستحيل، كما جاء على لسان محافظ بيروت السابق زياد شبيب، الذي دفن “التقسيم” طوال فترة حكمه التي امتدت 6 سنوات، إلاّ أن المناصفة أمر ضروري ويجب المحافظة عليه في بيروت، كي تبقى نموذجاً للعيش المشترك كما كانت دوماً.

جرت الإنتخابات البلدية لأول مرة بعد الطائف عام 1998، ومنذ ذلك الوقت، والمناصفة حاضرة في مجلس بلدية العاصمة، وذلك، لأن الفريق السياسي الأبرز في بيروت كان يفوز بالإنتخابات البلدية عبر لائحة ائتلافية تضمن المناصفة بين الطوائف والمذاهب مقابل أن يتمتع هذا الفريق وهو تيار “المستقبل” بسلطة القرار في بلدية بيروت.

اليوم، وبعد تعليق تيار “المستقبل” عمله السياسي وتراجع شعبيته، لا سيّما على المستوى البلدي، نتيجة خياراته وقرارته، باتت الساحة البيروتية خالية من أيّ قوة تستطيع ضمان فوز لائحة معينة، وبالتالي، بلدية بيروت ستكون عليها معركة محتدمة بين عدة لوائح، وهنا يكمن الخطر على المناصفة.

من المعروف بحسب الأرقام أن البيارتة السنّة هم أكثر عدداً من باقي المذاهب، لذلك، حتماً ستشهد الإنتخابات البلدية فوز أعضاء من عدة لوائح، ولأن لا قانون يضمن المناصفة بين الطائفتين ولا بين المذاهب، من الممكن أن تفرز نتائج الإنتخابات فوز أكثر من 8 أعضاء سنّة، أو أكثر من 3 أعضاء شيعة، وقد تطيح بالعضو الدرزي، كما قد تخفّض عدد الأعضاء المسيحيين إلى ما دون 12 عضواً.

ما نطق به النائب نديم الجميّل بعد زيارته مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عوده، حقيقي وواقعي. نعم هناك خطر على المناصفة، لكن الخطر لا يُهدّد المسيحيين فقط، بل المسيحيين والشيعة والدروز، وحتى السنّة، لأن أحداً لا يعلم ما ستفرزه الإنتخابات البلدية في بيروت، ولمن ستكون الغلبة، في ظلّ موجة التغيير التي هبّت على البلاد من انتفاضة ثورة 17 تشرين.

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى