أبرز الأخبار

جلسة رئاسيّة بمرشّحين.. ثمّ التسوية؟!

لم يكد يستكمل السفير السعودي وليد بخاري جولته على القوى السياسية اللبنانية حتى بدأ الحديث الجدّي عن إمكانية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية. هذا التوجّه الجدّي مقبل على أكثر من سيناريو، ولا سيّما أنّ رسالة المملكة وصلت عبر بخاري: “لا فيتو على أيّ اسم، ولن نتدخل مع حلفائنا ليتراجعوا عن موقفهم”. فماذا تحمل الأيام المقبلة مع تصاعد الكلام عن دخان أبيض سيشهده شهر حزيران المقبل؟

لائحة الأسماء تنحصر

في زيارته للصرح البطريركي الأخيرة قال النائب غسان سكاف الذي يجول على القوى المعارضة إنّ “لائحة من أحد عشر اسماً باتت جاهزة، والفريق المعارض سيكون جاهزاً قريباً لإعلان مرشّحه”. يذكّر هذا الكلام بكلام عين التينة الذي أكّد أنّ رئيس المجلس سيتوجّه إلى الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية فور وجود مرشّحين.

في معلومات “أساس” أنّ مسعى سكاف استطاع أن يقرّب وجهات النظر بين القوى المسيحية المختلفة في ما يتعلّق بالمقاربة الرئاسية. ففي اللائحة الطويلة أسماء مرشّحة للتوافق عليها، وهي صلاح حنين، جهاد أزعور وزياد بارود ونعمة افرام. ولكنّ لكلّ من هذه الأسماء إشكاليات مع إحدى القوى. فصلاح حنين لا يفضّله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وجهاد أزعور لا يفضّله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وزياد بارود ونعمة افرام غير متوافَق عليهما بعد. غير أنّ مصادر سياسية تشير إلى أنّ المساعي مستمرّة للخروج باسم توافقي. وعند حصول ذلك، سيكون السيناريو المنتظر أن يتنافس الاسم المختار مع سليمان فرنجية في جلسة انتخابية تستنسخ جلسة انتخاب سليمان الجدّ رئيساً عام 1970.

لنكن أكثر جدّية في السياسة، في هذا التوقيت بالذات ذي البعد المحلّي والإقليمي والدولي تفترض أنّه لا يمكن انتخاب رئيس يتحدّى إرادة حزب الله كما لا يمكن انتخاب رئيس يتحدّى إرادة المسيحيين. ولذلك سيكون من المرجّح أن ينفرط عقد أيّ جلسة ستأتي برئيس تحدٍّ لأيّ فريق لبناني، إلا إذا جرى الاتفاق على انتخاب فرنجية، وهو أمر ليس وارداً كما تؤكّد الأحزاب المسيحية. ومن هنا ترجّح المصادر إمّا الذهاب إلى سيناريو الجلسة قبل أن يقتنع الجميع بضرورة التوافق تحت عنوان تسوية رئاسية، وإمّا الذهاب مباشرة إلى التسوية من دون عقد الجلسة.

خطوط حزب الله مع الخليج

خطوط الحزب غير مقطوعة مع الخليج، ولا سيما مع قطر التي جال موفدها على القوى اللبنانية مستطلعاً. غير أنّ مصادر متابعة للحركة القطريّة تتحدّث عن تقاطع أميركي سعودي في الدور القطري في لبنان. وتتحدّث عن نصيحة قدّمها الموفد القطري إلى باسيل بأن لا يقبل بأن يُكمل النصاب لمرشّح الثنائي. وبالتالي تقود كلّ المؤشّرات، التي ترافق الوفد القطري الأمني الموجود حالياً في بيروت والذي يعقد اجتماعاته بعيداً عن الإعلام، إلى إعداده لمسعى قطري جديد عنوانه التسوية بين اللبنانيين من أجل رئيس توافقي لا رئيس تحدٍّ لأحد. يتقاطع هذا الكلام مع الكلام الإيراني الذي جاء على لسان وزير خارجية إيران في أثناء زيارته بيروت ودعا فيه اللبنانيين إلى التوافق، والكلام السعودي الأخير الذي وضع الاستحقاق في عهدة التوافق اللبناني أيضاً. تتحدّث مصادر متابعة لحراك المرحلة المقبلة عن طرح تسوية عنوانها قائد الجيش جوزف عون على أن يتوافق عليه اللبنانيون على اعتبار أنّه يحظى بغطاء خليجي أميركي ولا فيتو حاسم عليه من حزب الله كما سبق أن أعلن أكثر من مسؤول في الحزب.

أمّا على خطّ السعودية-حزب الله فسُجّلت محاولات ووساطات قام بها أصدقاء مشتركون للفريقين لم تؤدِّ بعد إلى حوار حقيقي، لكنّ الإعداد لأرضيّة حوار جارٍ.

على وقع هذا المشهد كانت السفارة الأميركية تنشر صور سفارتها التي يُتوقّع أن يجري افتتاحها هذا العام. وهي سفارة عملاقة ودلالاتها في السياسة عملاقة أيضاً. ومخطئ من اعتقد أنّ رعاية بكين لاتفاق سعودي إيراني يعني حتماً خروجاً أميركياً من المنطقة. هذا حديث يطول في مقاربة موازين القوى في المنطقة، لكنّ الأكيد أنّه على وقع البيانات الأميركية وتقاطعها مع المقاربة الخليجية، يُعاد رسم المشهد الرئاسي اللبناني.

جوزفين ديب- اساس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى