أخبار محلية

مطران يدعو بهاء الحريري لقيادة الشارع السني

رأى راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونيّة المطران حنا رحمة، أنّ “بعد 48 عامًا على انطلاق الحرب اللبنانية، أثبتت الوقائع والحيثيّات أنّ المشكلة بين اللّبنانيّين لم تكن لا طائفيّة ولا مذهبيّة ولا مناطقيّة، إنّما كانت وما زالت باستعمال لبنان صندوق بريد لتوجيه الرّسائل بين اللّاعبين الإقليميّين والدّوليّين”، مشيرًا إلى أنّ “المطلوب كان إبقاء لبنان ساحة مشتعلة لتصفية الحسابات فيما بينهم، الأمر الّذي إن دلّ على شيء، فعلى ضعف المناعة اللّبنانيّة، وسهولة استعمال اللّبنانيّين كحطب في المواقد الدّوليّة”.

ولفت، في حديث إلى صحيفة “الأنباء” الكويتيّة، عن خلفيّة دعوته بهاء الحريري لقيادة الشّارع السُني، شدّد على أنّه “لا بدّ للظّلم من أن يولّد انفجارًا لا مفرّ منه، فمن الرّاحل كمال جنبلاط، إلى الإمام المغيّب موسى الصدر، فرئيس الجمهوريّة الرّاحل بشير الجميل والمفتي الرّاحل حسن خالد ورئيس الوزراء الرّاحل رفيق الحريري، كلّها محطّات جلل أرادت منها يد الاغتيال والشّرّ قتل كلّ إمكانيّة لقيام لبنان من تحت الرّماد”.

كما أوضح أنّ “المسيحيّين على سبيل المثال ظُلموا حين تعرّضوا منذ العام 1975 لحرب ضروس، كان الهدف منها ترحيلهم ليس فقط من لبنان، إنّما من كامل الشّرق والمنطقة العربيّة، ثمّ اغتالوا بشير الجميل في العام 1982، بسبب وقوفه في وجه هذا المخطّط الشّرير، وتمسّكه بوحدة اللّبنانيّين، مسلمين ومسيحيّين، ضمن صفّ وطني واحد لا فرق فيه بين عمر وعلي والياس ومعروف، إلّا بعمق إيمان كلّ منهم بلبنان الدّولة السّيّدة والكيان الرّسالة”.

وذكر أنّ “بعدها، كرّت سبحة الاغتيالات لرجال الدّولة، إلى أن أتى رفيق الحريري “عراب الطّائف” رجل التّعليم والاقتصاد والطّاقات والعلاقات العربيّة والدّوليّة، وفي جعبته مشروع “لبنان سويسرا الشّرق”، إلّا أنّ مجيئه لم يرق لأهل ثقافة الموت والتّدمير، فاغتالوه في العام 2005، واغتالوا معه عزيمة اللّبنانيّين بشكل خاص، وعزيمة الشّارع السنّي بشكل أخص، الأمر الّذي أدّى بالشّارع السنّي وبالرّغم من صعود نجم وريثه السّياسي رئيس الوزراء السّابق سعد الحريري، إلى حالة غبن وإحباط كبيرتين، ثمّ إلى فراغ في القيادة السّنيّة إثر انسحاب الأخير من الحياة السّياسيّة”.

وبيّن رحمة أنّ “من هنا، ضرورة تولّي بهاء الحريري، الابن البكر لرفيق الحريري والشّقيق الأكبر لسعد الحريري، قيادة الشّارع السنّي، وذلك انطلاقًا من مؤهّلاته وقدراته في إعادة تجميع الطّائفة السّنيّة الكريمة، لكون غالبيّتها تسبح في ضمير ووجدان المدرسة الحريريّة الوطنيّة، وفي كماليّة مشروعها ببناء لبنان الرّسالة والنموذج، لبنان الواحد والموحّد بمسلميه ومسيحييه؛ والّذي من أجله اغتيل رفيق الحريري وقبله بشير الجميل وكمال جنبلاط والمفتي خالد وغُيّب الإمام الصّدر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى