أخبار محلية

حسم الرئيس قبل الدعوة…من هو ؟

الدعوة لجلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية لن تحصل إلا إذا كان مرشح محور الممانعة هو المرشح الوحيد وكانت النتيجة محسومة لصالحه حتى قبل الدعوة.

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

ليس في الدستور اللبناني ما يربط الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعدد الأصوات التي يمكن أن ينالها هذا المرشح أو ذاك، وهذه بدعة تنضمّ إلى غيرها من البدع وأبرزها أنّ تطيير النصاب لانتخاب رئيس هو عمل ديمقراطي ولو أدى ذلك إلى شغور في موقع رئاسة الجمهورية لا أحد يعلم كم يدوم.

إن دعوة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية هو واجب دستوري ولا يمكن تجاهله إلا لأسباب قاهرة تمنع النواب من الوصول إلى مبنى البرلمان، وحتى هذه الأسباب جرى تجاوزها لصالح إتمام الاستحقاق الرئاسي فانتخب الرئيس الشهيد بشير الجميل في ثكنة الفياضية وكذلك الرئيس أمين الجميل، وانتخب الرئيس الشهيد رينيه معوض في مطار القليعات، وانتخب الرئيس الراحل الياس الهراوي في بارك أوتيل شتورة، وبالتالي فإن عدم الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يعتبر مخالفة دستورية لا يجوز التمادي بها لأنها تلحق الضرر بلبنان واللبنانيين وتساهم في تقويض مؤسسات الدولة وضرب ما تبقى من توازن في الحكم.

في لبنان اليوم كل الظروف الديمقراطية متوفرة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، فهناك مرشحان على الأقل تم تبنيهما من قبل قوى سياسية فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية تبناه الثنائي الشيعي ومتحالفون معه وينطلق في معركته الرئاسية من ٥٤ نائباً، وهناك النائب ميشال معوض وتبنته القوات اللبنانية والكتائب واللقاء الديمقراطي وتجدد ومستقلون وتغييريون وينطلق في معركته في أحسن الأحوال من ٤٥ نائباً.

هذا الواقع يشير إلى أن المرشح المتبنى من الثنائي الشيعي يتقدم على المرشح المتبنى من القوى المعارضة للثنائي، وبما أن قوى الممانعة تعتبر أن ترشيح النائب ميشال معوض كان بهدف حرقه ولا حظوظ له بالوصول إلى سدة الرئاسة، فيفترض بموجب هذا المنطق الممانع أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة إنتخابية الأمس قبل اليوم لأن الفوز معقود للمرشح المتبنى من قبله.

في الخلاصة الحقيقية لكل ما سبق أن الدعوة لجلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية لن تحصل إلا إذا كان مرشح محور الممانعة هو المرشح الوحيد وأن النتيجة محسومة لصالحه حتى قبل الدعوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى