أخبار محلية

رسائل أميركية – سعودية بالجملة أجهضت ترشيح فرنجية!

لم تخرج الخلوة الروحية في بيت عنيا أمس عن المتوقّع منها، إذ بدت بالفعل روحية ما خلا بعض الاستثناءات السياسية، إن في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي سأل النواب عمّا هم فاعلوه لانتخاب رئيس للجمهورية، أو في لقاءات ثنائية أو ثلاثية على هامش الخلوة لم تخرج عن التواصل التقليدي. وتاليا لم يكن يُتوقّع أن تخرج الخلوة التي جمعت غالبية النواب المسيحيين بأكثر مما خرجت، علما أن أي آلية للمتابعة لم يتمّ وضعها.

لكنّ الحدث الرئيس ظلّ في الرسالتين الرئاسيتين المباشرتين اللتين وجهتهما في أقلّ من ٢٤ ساعة كلّ من واشنطن والرياض الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وأساسا إلى داعميه حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وباريس، ولم يكن قد مرّ على زيارة رئيس تيار المردة الى العاصمة الفرنسية أكثر من ٤٨ ساعة:

-فاستحضار الإدارة الأميركية العقوبات على الأخوين تيدي وريمون رحمة في هذا التوقيت على خلفية صفقة الفيول المغشوش التي تعود الى سنوات مضت، لا تمكن مقاربته تقنيا. بل ثمة رسالة سياسية بامتياز إلى كل من بري وفرنجية للصلة المباشرة التي تربط كل منهما بآل رحمة، وإلى حزب الله المتمسّك بمرشحه الرئاسي الأوحد، وإلى النواب المحسوبين سابقا على تيار المستقبل أو أي نائب سواء مستقل قد يفكّر بمنح صوته لفرنجية لسبب أو لآخر، وخصوصا الترغيبيّ منه. كما يُعدّ الإجراء الأميركي دفعا للموقف السعودي المصرّ على أن يكون الطاقم المقبل خاليا من أي فساد سياسي أو مالي تحت طائلة استمرار اهمال أي مساعدة للعهد العتيد، إلى جانب أنه انتقاد حادّ للأداء الفرنسي الذي ذهب بعيدا في التسويق لفرنجية.

٢-من جهتها، أفصحت الرياض بالكامل، أو كادت، عن موقفها الرافض لفرنجية، في المقال الذي حلّ أمس في صدر صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية التي يملكها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. إذ أكّد المقال نقلا عن ديبلوماسي عربي رفيع، وهو على الغالب السفير وليد البخاري، أن المملكة “ستتعاطى مع أي تفاهم أو تركيبة جديدة من منطلق الأسس التي ترى فيها مصلحة لبنان وعلاقاته بعمقه العربي. فإذا رأت أن المسار صحيح، اندفعت لدعمه ومساعدة اللبنانيين في عملية النهوض، أمَّا إذا اختار البعض تكرار الخيارات القديمة وتوقّع نتائج جديدة، فهذه مسألة تعود للقائمين على الصفقات، ولن يكون للرياض فيها إلا دور المتفرج”.

وفي هذا الموقف السعودي رسالة الى الثنائي الشيعي والى باريس على حدّ سواء، خصوصا باسقاط الرياض صراحة معادلة ثنائي فرنجية ورئيس حكومة من المعارضة، وهو جوهر الحراك المشترك الشيعي – الفرنسي. كما لم يخل من انتقاد لأداء المعارضة التي تأخذ عليها الرياض تشتتها.

بذلك تكون واشنطن والرياض قد أنهتا عمليا وصراحة أيّ كلام عن صفقة رئاسية من النوع الذي اختاره الثنائي في بيروت وتبنّته باريس وسوّقت له في الاجتماع الخماسي الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى