أخبار محلية

“الخيار الثالث” جِدّي… لكن حظوظه لا تتقدّم على فرنجية

كتبت سابين عويس في “النهار”:

لا يزال مبكراً البحث في المرشح الثالث قبل ان تتبين فعلاً حظوظ فرنجية ومدى قدرة “الثنائي” على إحداث خرق على الجبهة المسيحية الموصدة في وجه الرجل حتى الآن. فالاحزاب المسيحية المختلفة والمتصارعة على كل شيء لا يجمعها قاسم مشترك وحيد إلا رفض فرنجية، ما يجعل طريق الرجل الى بعبدا محفوفة بالالغام المسيحية. وتفكيكها لن يكون سهلاً او قراراً داخلياً، ولن يتبلور مساره إلا بعد قراءة جيدة ومتروية لتطورات المنطقة، وقد بدأت ملامح هذه التطورات تتضح مع الاعلان عن الاتفاق الايراني – السعودي امس على استئناف العلاقات بين البلدين، مع ضرورة الاخذ في الاعتبار ما يمكن ان يرتبه من انعكاسات على الملف اللبناني المطروح على طاولة التسويات مع ملفات اليمن وسوريا والعراق.
حتى الآن، لا يبدو “الثنائي” في وارد التخلي عن فرنجية، فهو لا يملك خياراً آخر يمكنه السير به. كما انه مقتنع بأن للرجل حظوظاً في الوصول الى بعبدا، حتى لو لم يكن الفريق الشيعي قادرا على حسم الامر، ما دام لا يملك الاصوات الكافية الكفيلة بانجاز الانتخابات، فضلاً عن ان لا ترشيحات جدية على المقلب الآخر.
لكن الصورة المشرقة التي يرسمها طبّاخو التسوية تغفل عناصر عديدة مهمة، على ما تردّ مصادر من الوسط المقابل، اذ ترى هذه المصادر ان ثمة مطبات ومعوقات عدة لا تزال تقف في طريق التسوية المشار اليها، ولا بد من اخذها في الاعتبار. اولاها العامل المسيحي المستمر في رفض فرنجية، والثانية ان لا ضمانات حقيقية بالنسبة الى معادلة فرنجية – سلام، تمام أو نواف، باعتبار ان رئيس الجمهورية يستمر في ولايته ست سنوات، في حين ان رئيس الحكومة معرّض للسقوط، استقالةً أو إقالة، في اي لحظة، وتجربة الرئيس سعد الحريري مع الرئيس ميشال عون اكبر دليل على ذلك، اذ اطاح عون الحريري عند اول محطة رغم الاتفاق بينهما على ان يكون الحريري رئيساً لكل حكومات العهد.

في الخلاصة، لا تزال احتمالات الخيار الثالث بعيدة، لا سيما بعد التطور البارز الذي سُجل امس بالاتفاق السعودي – الايراني، ما يجعل فرنجية متقدماً حتى إشعار آخر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى