أخبار محلية

شرارة تفجّر الأزمة.. حدث خطير يقلب الأوضاع!

جميع المؤشرات الواقعية تشي أن لبنان اصبح قائماً على سلسلة فوالق أمنية – اجتماعية متصدعة نتيجة الفقر المتعاظم والآخذ بالإزدياد، كل ذلك على مسمع ومرأى من المجتمع الدولي، وقد عاين وفد اللقاء الخماسي في باريس عن قرب وضع المسؤولين السياسيين وحذّرهم انه في حال بقيت الطبقة السياسية في لبنان مصرة على التموضع في مربع اللامبالاة وعدم تدبّر الاصلاحات اللازمة للأزمة المستفحلة والتمسّك بخلافاتهم الداخلية، فلا أحد سيساعد بلد الارز، وستُقطع صلته بالعالم المنشغل بهمومه من الحرب الأوكرانية الى الملف النووي المعقّد بين طهران وواشنطن.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ “ليبانون فايلز” أن رسالة الخارج وصلت بمضامينها ومغزاها، وأدركت جميع أطراف السلطة الحاكمة أنه يتوجّب على المسؤولين اللبنانيين أن يضطلعوا هم أنفسهم بالحلول، وأكثر من ذلك هناك تلويح بالعقوبات بحق المعرقلين منهم، بالإضافة الى ملفات فساد مالي ستفتح وستدور التحقيقات حول نهب المال العام من خلال المشاريع المتّصلة بمزاريب الهدر المسؤول عنه “أخطبوط” الفساد السياسي الذي ضرب المؤسسات العامة وأدّى الى تراجعها وشللها.

وتشير تلك المصادر الى أن الخارج يُبقي لبنان تحت مجهر المراقبة منذ بدء الأزمة واتخاذها منحى خطيرا، كما ان واشنطن ومعها عواصم القرار الأوروبية تتطلع الى حفظ استقرار لبنان وعدم جرّه الى الفوضى، وهذا يعني بطبيعة الحال، ان الفوضى الشاملة بمعناها الواسع غير واردة، بل هي مستبعدة ولا مصلحة للخارج بحدوثها لاعتبارات عدّة تتعلق بحساسية موقع لبنان الجيوسياسي على الخارطة الإقليمية والدولية، ولكن الفوضى بمعناها المتقطع واليومي قائمة، والبلبلة التي يحدثه صداها يتردّد للتحذير من تبعاتها الخطيرة، وقياساً الى مستوى تحمّل اللبنانيين للأوضاع التي يعيشونها ومكابدتهم للغلاء وسوء الخدمات، يسود اعتقاد أن الانفجار الاجتماعي وَجب ان يحصل، وتأخّره هو أمر غير طبيعي في ظلّ ما يجري.

وعليه، فإن لبنان ذاهب الى تلك الفوضى ليس بقرار سياسي خارجي أو داخلي، بل ستكون الخضة الكبيرة تلقائية ومفاجئة وتوقيتها سيكون نتيجة تراكم الضغط الاجتماعي والمعيشي، وستكون ساعة الصفر بحصول حدث معيشي اقتصادي كبير، كعدم دفع مخصّصات أو رواتب لأحد مرافق القطاع العام أو نفاذ صبر المواطنين مع موجات الغلاء التي تضرب يومياتهم، الى غير ذلك مما يتعلق بأمور حياتهم المعيشية، وكل ذلك بسبب صعوبة فرملة الانهيار وعدم القدرة على لجمه واللحاق بتداعياته التي تزداد بشكل مضطرد، مع عدم إيجاد حلول لتراكم المشكلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى