أبرز الأخبار

ولماذا لا يكون رئيس الجمهورية ارثوذكسياً؟

بقلم حسن صبرا
الشراع

قد تثير هذه الدعوة غضب موارنة اصدقاء ومعارف وخصوم وغيرهم ، لكنني ابدؤها بأن الدستور لا ينص على حتمية مذهبية وطائفية المناصب الاولى ، ولا غيرها … لكنه العقل او اللاعقل الميليشياوي الذي ركبه حافظ الاسد فوق رقاب اللبنانيين ، هو الذي كرس بالعرف ما يتعارض مع المنطق الوطني .. تماماً مثلما ركب نبيه بري وزارة المالية ليوصل البلد الى الخراب منذ تسلمها وجاء اليها بعباقرة المال او نهب المال من خلالهم
الموارنة اصل لبنان الحالي في الجغرافيا وفي السياسة ، وقد ركبه الفرنسيون خدمة لهم ، وكانت الكنيسة المارونية هي من اسباب مكان ومكانة لبنان الحالية ، كما كانت الاديرة المارونية هي حضن وحصن لغة الضاد العربية التي سطرت ثقافتها من لبنان الى مصر عبر عقود.
وطالما تحدثنا عن الكنيسة المارونية ، فيجب ان يسجل لها انها في حين عملت على توحيد العرب باللغة ( الارثوذكس حاولوا توحيدهم بالسياسة والحزبية ، بين بعث وسوريين قوميين وحركة قوميين عرب ) فإن الكنيسة عجزت عن توحيد ابناءها المنخرطين في نزاعات ستكون ربما احد اسباب انهيار لبنان .
راقبوا كيف نشأت الثنائيات المارونية التي بدأت وطنية بين الكتلوية والدستورية الى ان وصلت الى التنازع الماروني المسلح والعبثي بين العونية والقوات اللبنانية
وقبل ذلك من ينسى الشمعونية التي تصدت لأهم ظاهرة وطنية في الاصلاح والشفافية والزهد بالكرسي سواء كانت مع القائد المؤسس فؤاد شهاب او التلميذ المهذب النزيه الياس سركيس .. وما ان افلت هذه الظاهرة الفريدة في الحياة اللبنانية حتى تكونت على اطرافها من خلال حزب الكتائب بداية ثنائية اخرى بين البشيرية نسبة لبشير الجميل والشمعونية ، وكانت مجزرة الصفرا في 7/7/عام 1980هي الاشد وقعاً حتى تاريخه ، حيث طغت على مجزرة اهدن بين الكتائب وآل فرنجية في 23حزيران عام 1978.
كل مرحلة سياسية في لبنان عاشت ثنائية مارونية انتهت الى سفك الدم المسيحي والماروني بشكل محدد :
١- كتائب – مردة 1978
٢- كتائب -احرار 1980
٣-عون – قوات 1990
ومن يدري كيف ستنتهي ثنائية القوات – باسيل الذي فاخر في استراليا امام مغتربين – جهل ان من بينهم مسلمون -بأنه سينسيهم شمعون وبشير ؟ وهما الآن السبب الرئيس في الفراغ الرئاسي الماروني
انها ثنائية صراعات تعود اصولها الى بعد عائلي ،هو من رحم الصراعات العشائرية والقبلية بين العرب الاقحاح ، وهو ما نشهده داخل كل قرية عربية في اصطفاف بين عائلتين اساسيتين تستتبع كل منهما عائلات صغرى تحتمي بها ( كان احد اقربائي يصف هذه العائلات الصغرى بأنها اشبه بمحميات عدن في جنوبي اليمن تحت الاحتلال البريطاني ) .
بطبيعة الحال انتقلت هذه الذهنية من المجتمع القروي الماروني سواء في كسروان او البترون او بشري او زغرتا او بعبدا او القاع او دير الاحمر الى الاحزاب العقائدية المارونية التي تضم خلاصة جينات القرية المارونية بصراعاتها العائلية واصولها العشائرية والقبلية ، حتى لو ارتدى المدنيون فيها البدل الغالية الاثنان وربطات العنق الانيقة وارتادوا افخم المقاهي واغلى المطاعم واسسوا المصارف والشركات والمؤسسات وركبوا افخم السيارات وسافروا الى اغلى بلاد العالم بأوائل الدرجات واعلاها سعراً …
صراعات القرية المارونية الصغيرة تتجسد في صراعات الاحزاب المارونية ،، وتنفجر حكماً عند كل استحقاق خصوصاً اذا كان رئاسة الجمهورية … وهذا ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير كي يشكو داعياً الى اخذ هذه الكرسي من الموارنة مردداً :”
يا عمي كل ما يجي موسم الرئاسة ابيعدش ماروني يحكي مع ماروني ثاني ”
عظيم
تاهت ووجدناها
ولماذا لا تعطى هذه الرئاسة الاولى لارثوذوكسي مستقل ؟
ونحن من دعاة تداول الرئاسات والوزارات والمراكز الاولى في كل الدولة بين كل الناس وفقاً للكفاءات والنزاهة والشفافية وهذا وحده يمنع بقاء اللصوص وتجذرهم لحلب الدولة وسرقة الناس
فليكن ارثوذوكسي رئيساً للجمهورية ، والارثوذكس هم ابناء مدن ومهن وثقافة وانفتاح ولا يحملون في جيناتهم صراعات العائلات في القرى ، وهم اصل المسيحية في هذا الشرق من مصر وفلسطين والاردن الى العراق وسورية ولبنان … انهم ابناء مدن واذا جاء احدهم رئيسا للجمهورية من مدينة لبنانية سقطت احدى ثقافات آل الاسد الذين حكموا بمنطق الاقلية القروية الحاقدة على ابناء المدن في سورية ولبنان ، وليس بالمصادفة ان يعزز ضباط الاسد الذين كلفهم حكم لبنان حضور ابناء الارياف البعيدة عن بيروت حكم لبنان ، وهم هؤلاء الضباط كلهم ابناء اقلية في سورية وابناء ارياف سورية وابناء عشائر وقبائل في سورية .
انها دعوة للمداورة لكنها تبدأ بتسلم ارثوذوكسي رئاسة الجمهورية لصنع مسار جديد للحكم في لبنان ينهي او يعطي لأبناء المدن حقهم في المشاركة والبناء في السلطة ولا يبقى الامر حكراً على ابناء القرى وعقدهم وانغلاقهم في كثير من الاحيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى