أبرز الأخبار

هل تتحوّل “سرايا المقاومة” الى “جند الرب” في المناطق السنيّة؟

فتحت حادثة كفرقاهل في ضهر العين الكورة الباب مجددا عن دور حزب الله داخل البيئة السنيّة واستغلال بعض المجموعات لهذا الدعم وتوظيفه لمآرب حزبية خدمة لمصالح مالية تعزز سلطة الخارجين عن الدولة وتغذي في المقابل الطائفية في البلاد.

لم يتراجع دور سرايا المقاومة في بعض البيئات التي اختارها حزب الله لتكون أرضا خصبة لنشاط العناصر المنضوية تحت هذا الاسم، بل عمل بصمت على تقوية نفوذ المسؤولين عن السرايا وتحديدا في عكار وطرابلس بوجه أي طرف معارض لسياسته أو مقرب من الطرف الآخر، وتمدد الحزب الى مناطق سُنية كانت أقرب الى تيار المستقبل كتلك التي تفصل طرابلس عن الكورة منطقة ضهر العين وما يتبعها من قرى وبلدات يختلط فيها الانتماء الحزبي. ولكن مما لا شك فيه فإن احزابا كالسوري القومي الاجتماعي والبعث وبعض السنة من الشيوعيين يرون في سرايا المقاومة ملاذا آمنا لمصالحهم بعد أن افتقرت الاحزاب التي انضوى تحتها هؤلاء الى النفوذ وفقدت تمثيلها الشعبي.

يُدرك الحزب ان من “يجذبهم” الى السرايا كانوا قبل الانسحاب السوري مع الاجهزة الامنية السورية ومقربين من تيار المستقبل قبل أن يلتحقوا بسرايا المقاومة بعد أن تخلت عنهم مرجعيتهم السياسية والمقصود هنا تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري.

يتعامل الحزب مع هؤلاء على أنهم مُخبرين ويستعين بهم عندما يريد ايصال رسائله داخل البيئة السُنية، كما جنّد البعض منهم للقتال في العراق وسورية مع بداية الحرب هناك لقاء مبالغ مالية مرتفعة، في حين يرتقي العنصر الذي “يتشيع” في مراكز مهمة داخل السرايا وتُناط به أكثر من مهمة عسكرية وأمنية، بعضها يتصل بتأمين المواكب الحزبية على الحدود وبعضها الآخر ينفذ عمليات لوجستية.

سرايا المقاومة التي أسسها حزب الله عام 1997 يرأسها اليوم “الحاج ساجد” وهو اسم حركي لهذا المسؤول الذي يلتقي قيادات أمنية لبنانية وسياسيين واعلاميين يدورون في فلك حزب الله، في حين يتوسع نطاق السرايا ليشمل عددا كبيرا من القرى السنية في أقصى عكار كوادي خالد وحلبا ببنين وفنيدق كما يتواجد عناصره في مناطق طرابلسية ويتمددون نحو الكورة وزغرتا حيث القرى السنيّة هناك، في حين تحتفل السرايا بذكرى تأسيسها سنويا في منطقة شحيم وصولا الى البقاع، واللافت في هذا الاطار خرق الحزب لبيئة المستقبل في سعدنايل، تلك المنطقة المعروفة بعرين السنة المعادين للحزب، الا أن تجنيد الشباب مستمر لصالح الحزب لاسيما في الآونة الاخيرة.

يولي الحزب أهمية لعناصر سرايا المقاومة في المرحلة المقبلة، لاسيما في ظل تعثّر الاجهزة الامنية بأداء بعض المهام الموكلة اليها، ويسعى الحزب الى أن تكون هذه العناصر جاهزة لتأدية دور في القرى شبيه بالمجموعات التي تنظم نفسها في القرى المسيحية، وهذا الامر يُعتبر بحسب بعض المرجعيات السنية خطير جدا ويفتعل مشاكل قد تؤدي الى انفجار داخلي كبير في حال كان الحزب بوارد البحث عن دور داخل البيئة السنيّة. وثمة خشية حقيقية من توسيع مهام سرايا المقاومة في المناطق وتحويلها الى أجهزة أمنية رديفة لحزب الله بحجة تأمين السلامة العامة في القرى حيث تتواجد، ويدور في الكواليس حديث عن امكانية دخول حزب الله الى اكثر من منطقة بعيدة عن بيئته لاسيما في الشمال والبقاع وتأمين غطاء عسكري للمجموعات التي يدعمها حيث تكون المهمة من حيث الشكل لوجيستية كتوفير الحراسة الليلية للقرى التي تفتقد الى الامن والاستقرار ويوسع

الحزب عبر تلك المجموعات نفوذه لتكون الضامن للاستقرار في تلك المناطق.

ما حصل في بلدة كفرقاهل هو حادث فردي لا يُشبه ثقافة البلدة وفق ما تؤكد فعالياتها الرافضة لمثل تلك التصرفات كما لكل ما صدر عن المعتدين على القوى الامنية من كلام مسيء بحق بكركي، ولكن هناك من يحذر من تمدد تلك المجموعات وتوسع دائرتها في المناطق وأن تصبح في الاشهر المقبلة بديلا عن القوى الامنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى