أبرز الأخباربأقلامهم

جلجلة عذاب… صناعة لبنانية ١٠٠٪…

 

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

بلوعة وأسف شديدين اتوجه اليوم الى الناخب اللبناني المدرج اسمه على لوائح الشطب في العام ٢٠٢٢،
إلى كل من اقترع للائحة في ايار المنصرم أم لم يقترع،
وقد جاء يوم الحساب
بعد المشاهد المخذية المتكررة في ساحة النجمة
بعد الجلسات الهزلية المضحكة المبكية التي تدمع العيون
جئت لأواجه هؤلاء الناخبين،
الى من لم يقترع اولاً وحجب صوته في ١٥ ايار،
هل ادركت أنك افسحت المجال لوصول نواب يدمرون وطننا ويبددون ارثه وحضارته،
هل ادركت انك لو توجهت الى صناديق الاقتراع وادليت بصوتك لما وصل ” نخبة” تتحفنا اليوم بامجادها وعبرها ؟
والى من اقترع خطأً يومها للوائح المحادل والبوسطات…
هل ادركت انك أوصلت عملاء للشيطان يلعبون بمصير الوطن ويسلمونه للاعداء والمتربصين به شراً على طبق من فضة،
فيسهلون جلده وقهره وإذلاله؟!
هل ادركت انك اوصلت أناساً يظنون ساحة النجمة ملعباً للتسلية والترفيه؟
وقاعة المجلس النيابي لتنفيس الاحتقان واللهو وبث السموم واطلاق العنان للنكايات والحرتقات؟
والى من اعتبر بانه اعطى الفرصة لدعاة الاصلاح والتغيير ها هم الاصلاحيون الجدد ممثلين على الشعب لا ممثليهم…
والى من ظن نفسه ساهم في ايصال الشخص المناسب الى المكان المناسب يقصد ساحة النجمة لوضع ورقة بيضاء في صندوع الاقتراع فينتقي الفراغ ويختار العدم ويقترع لانحلال المؤسسات وتفككها وانهيارها فوق رؤوسنا،
أما من اقترع صح – بحسب رأيه -، رجاء فليعد الى ضميره ولو لبرهة واحدة ويعيد النظر بما اختار وبما فكر ومن انتقى لتمثيله تحت قبة البرلمان….
أما من ندم على فعلته وخياره الخاطىء فينبري للظهور على شاشات التلفزة فيشتم ويلعن تلك الساعة الشيطانية… فنقول عبثاً بالرغم من كل حملات التوعية والصرخات والنداءات بعدم إعادتهم ” هن ذاتن” ،
لقد أصبتم بلحظة اللاوعي والتنويم المغنطيسي، وقد فعل غسل الدماغ فعله، كما فعلت العملة الخضراء تأثيرها فدفعت اليد لتحريك الادمغة باتجاه تعطيل الحس والشعور، فكانت النتيحة انتاج نواباً بأغلبيتهم فاقدي الشعور والحس الوطني والانساني، طموحهم الصفقات والمخصصات والرواتب والجاه والعز والمناصب الوزارية… وحتى الرئاسية.
هي اربع سنوات عجاف كانت فرصة، فاخرى… لتتحول الى قصاص… فانتقام من نواب ،قضوا أشهراً في بيع وطن بما فيه من حجر وبشر، وما من فرصة باقية الا بعد ثلاث سنوات ونصف علّ يستفيق الضمير عند معظم الناخبين، للاتعاظ وتلقي الدروس القاسية والقصاصات القاتلة ،لكنها جلجلة ارادها هؤلاء ،وهي لم تكن قط لا قضاء وقدراً، ولا صدفةً، ولا ضربةً من عند الله، بل صناعة وطنية، جنتها أيدي من لم يلتقط تلك الفرصة الثمينة التي تصل بملعقة الى فم الناخب فلا يحسن ابتلاعها، وهو اليوم يدفع أثماناً باهظة مميتة تصله ببريد ساحة النجمة في صندوق مجلس النواب ،ويتبلغها عبر شاشات التلفزة، قصاصات ورق تحمل القصاص المناسب، وتتضمن، منها ” طق الحنك ” ومنها عقوبات، ومنها نتائج لعبة ” الغميضة” بين اطفال يلهون في صف حضانة فيما الشعب يئن من العوذ والعطش والجوع…
هذا ما جنته أيديكم… وما عليكم الا الانتظار لثلاث سنوات ونصف ان حل عليكم الروح القدس، والى أن يحين وقت الحساب لتلقفه، ما عليكم الا الصلاة….. والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى