أبرز الأخبار

حكام يحتفلون بالتبعية… وبالاكذوبة

Almarsadonline

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

من الشائع أن تحتفل الشعوب بالاستقلال ام تتوق لتحقيقه ان كانت محتلة
ولكن ان يحتفل مواطنون أم مسؤولون بالتبعية ،فهي ظاهرة عادية في لبنان يمارسها من قضوا حياتهم في الارتهان لاجندات خارجية ام اعتلوا مناصب بفعل دعم عدو أم محتل، أم استفادوا مادياً ومعنوياً من منافع خارجية، لولاها لما تبوأوا مناصب ومراكز في السلطة أو الادارة، وقد وصلوا اليها على غفلة من الزمن.
هذه حال بعض ” الوطنجيين” في لبنان ،ممن يحتفلون ” باستقلالهم عن وطنهم”، وهم مرتبطين بدول وأنظمة وسفارات تدعمهم تارة بالمال وطوراً بالسلاح ولربما بالاثنين معاً، وقد تحولوا الى ادوات طيعة بيد الغرباء لتنفيذ مشاريع سياسية وأمنية او تخريبية، وهذا يرتقي الى العمالة للخارج بمفهومه القانوني والسياسي والعملي.
وكلما عُممت ظاهرة العمالة للخارج انتفى الاستقلال وغاب عن الوطن، فتحول الاخير الى منصة لضربه وتفتيته وتقسيمه وشرذمته ،فغاب معه دور السلطة في ممارسة سيادتها على ارضه
هذه هي حالنا اليوم، وقد بلغنا الذروة في فقدان مقومات وطننا ومقدراته، وما نشهده في ذكرى الاستقلال تحديداً أكثر دلالة على ما ندلي به، شهادة امام العالم اجمع….
فلا رؤساء ولا رئاسات ولا حكومة ولا جيشاً ينفذ عرضاَ عسكرياً ولا اجهزة، ولا وزارات ولا مؤسسات رسمية او دوائر مفتوحة ولا محاكم ترسي العدالة وتعيد الحقوق الى أصحابها، ولا قضاة ولا موظفين ولا مخافر وفصائل لضبط الجرائم ولا قوانين تنفذ،وحتى لا من يحتفل، بل استقلال للميليشيات والدويلات والعشائر والاحياء والعائلات عن دولتهم،
وحده شباب اليوم استقل عن عائلته ووطنه ورحل الى اقاصي المعمورة يبحث عن لقمة العيش….
تلك هي حالنا… ومن لم يشاطرنا الرأي والقول، فقد استقل عن الضمير والمعرفة….
حقيقة مرّة في عيد غاب عنه الاستقلال، وبقيت الكذبة الكبيرة نحمل لواءها…
فلنعيد النظر بالتسمية…. اقله لحين نيلنا استقلالنا….

( في الصورة : ألعلم اللبناني منكساً فوق القصر الجمهوري في بعبدا في ذكرى الإستقلال )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى