أبرز الأخبار

“اياك وصواريخ حزب الله، اصبع نصرالله ما زالت على الزناد” … !

حتماً، باستطاعة آفيف كوخافي أن يحذّر بنيامين نتنياهو “اياك وصواريخ حزب الله، اصبع نصرالله ما زالت على الزناد” … !
للفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي هذه العبارة التي تشكل أحد الأعمدة الأساسية في البنية اللاهوتية للمسيحيةLe Christ a de’fatalise’ l’histoire “المسيح جرّد التاريخ من القدر”.

وحين حادثته أثناء زيارته بيروت قلت له “انك هنا في منطقة القضاء والقدر”. أجابني “كنت أخشى عليكم من تقلبات التاريخ، والآن بعد تلك السلسلة من اللقاءات، بت أخشى عليكم من القضاء والقدر”.

لكأننا اليوم في منتصف الطريق بين تقلبات التاريخ وتقلبات القضاء والقدر، دون أن يكون هناك من يقودنا وسط هذا الضباب الكثيف . فوز بنيامين نتنياهو وحلفائه من اليمين

المتطرف بالأكثرية في “الكنيست”، لا يزيد من تجهم المشهد الشرق أوسطي فحسب . يظهر أيضاً مدى الهيستيريا الايديولوجية في الشخصية “الاسرائيلية” .

البعض تحدث عن “التصدع الدراماتيكي للقيم. نتنياهو الذي في ذروة الزبائنية، والذي يهرب من القضاء عبر ثقوب الأبواب، بسبب الفضائح المالية التي وصفها جدعون ليفي ب “لحظات العار في تاريخ الدولة” تفتح له أبواب الهروب، بل وأبواب الصعود، هذا في أساسيات الارث الأنتروبولوجي لليهود …

اذ قال ناحوم غولدمان “لولا الرئيس وودرو ويلسون لما كان وعد بلفور”، ليقول في وقت لاحق “لولا أميركا لما بقيت اسرائيل”، يبدو أن الناخبين هنا لا يأبهون بالموقف الأميركي، كما لو أن الدولة العبرية التي طرحت نفسها “صنيعة الهية” لم تتحول لاحقاً الى “وديعة أميركية”.

جو بايدن بذل قصارى جهده للحيلولة دون نتنياهو والعودة الى السلطة، ما يهدد بانفجار الشرق الأوسط. تالياً، الحاق الأذى بالاستراتيجية الأميركية اتي تضع كل ثقلها في الشرق الأوروبي للبقاء في مقصورة القيادة.

الغيوم السوداء قد تأتي الثلاثاء المقبل من تلة الكابيتول، مع اعلان نتائج الانتخابات النصفية. المحافظون الجدد قد يحدثون تغييراً في خارطة القوة داخل السلطة، ما يمهد لعودة دونالد ترامب، وان كان معروفاً أنه منذ عام 1940 حزب الرئيس هو من يخسر في الانتخابات النصفية، ربما لرغبة الناخبين في تأمين التوازن بين البيت الأبيض والكونغرس، كي لا يتحول الرئيس الى ديكتاتور في أعظم أمبراطورية عبر القرون.

دونالد ترامب في واشنطن، وبنيامين نتنياهو في “تل أبيب”. تناغم استراتيجي، بل وتناغم ايديولوجي (ناهيك عن التناغم النرجسي بين الاثنين)، ما يعني أننا، في هذه المنطقة الضائعة، وقد لاحظتم المقررات الببغائية لقمة الجزائر أمام احتمالات خطيرة. هل تكون العودة الصاخبة والعمياء الى صفقة القرن، بكل تداعياتها على المسارات السياسية والمسارات التاريخية في المنطقة؟

ثابرنا على التوجس من أفيغدور ليبرمان، الآتي من مواخير البلطيق، والذي دعا الى نقل الفلسطينيين بالحاويات الى أي مكان آخر، ولو كان قعر البحر الميت. الآن ايتامار

بن غفير، وريث الحاخام مئير كاهانا، زعيم حركة “كاخ”، وصاحب مقولة “ان لم يرحلوا اقتلوهم”. كل عرب الجليل الى لبنان …

رجل بمواصفات سكان الكهوف (النسخة التوراتية من تورا بورا) سيكون مبدئياً، أحد أركان الحكومة العتيدة، في حين يتمسك العرب بـ”المبادرة الديبلوماسية” التي أكلتها الفئران يوم ولادتها خلال قمة بيروت عام 2002 . على الأقل، يا أصحاب الجلالة، ويا أصحاب السمو، ويا أصحاب الفخامة، توازن ديبلوماسي ان كنتم عاجزين ـ وأنتم عاجزون ـ عن صياغة التوازن الاستراتيجي.

الرئيس نجيب ميقاتي يراهن على ضمانات آموس هوكشتاين، التساؤلات تتلاحق حول اذا كان زعيم الليكود سيرتكب الخطيئة القاتلة بالغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، ودون الحد الأدنى من المنطق.

بن نورتون، الكاتب اليهودي الأميركي اعتبر أن فوز الثنائي نتنياهو ـ بن غفير في انتخابات “الكنيست”، والاتجاه الى حكومة من اليمين الأكثر جنوناً في تاريخ “اسرائيل”، يعزز “الذريعة الفلسفية لحزب الله. ” هذه “اسرائيل” الحقيقية، وهؤلاء حكامها أيها اللاهثون وراء السراب!

تشكيك بقدرة جو بايدن، خصوصاً اذا خسر حزبه في الانتخابات النصفية، على منع حصول ائتلاف حكومي بين بنيامين نتنياهو وايتامار بن غفير.

علامة الاستفهام الكبرى: هل حقاً أن نتنياهو الذي يراهن على عودة دونالد ترامب، أقوى الآن من جو بايدن الذي يلاحقه شبح الرئيس السابق في شقوق الجدران؟ معلوماتنا … الاصبع على الزناد .

نبيه البرجي / الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى