أخبار محليةمنوّعات

بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة : وداعاً cafe hamra!

فوجىء رواد مقهى cafe hamra باقفال المقهى العريق في منطقة الحمرا – بيروت بإقفاله ،والسبب الازمة الاقتصادية الخانقة وانتشار المتسولين وبنات الهوى في المنطقة.

جودي قليلات كتبت على حسابها على فيسبوك بهذا الخصوص :

وداعاً كافيه حمرا 💔

لا أعلم كم وكيف يعني هذا المقهى لشارع الحمرا، ولكنه يعني لي الكثير الكثير منذ انتقالي إلى بيروت. هو بالفعل خياري الآمن الذي أقصده بكل الأمزجة، كريم أيضاً، إذ يبعد بضعة أمتار عن بيتنا في الصيداني وكل شيء فيه جميل وناسه جميلون وسأفتقد إليهم.

منذ بضعة أسابيع سألت أحد النادلين، قليلاً من باب الاجتماعيات: كيفك وكيف الشغل؟ قال لي: خلص، تشرين الأول آخر شهر.
صُدمت. ابتلعت صدمتي على مهل، وقررت أن أضمدها قليلا بتكملة الحديث: “سأنتقل إلى مطعم “اللقيس”، تبقوا شرفونا”. قلت لنفسي، على الأقل هذا الشاب لن يصبح عاطلا عن العمل.

في أعوام ٢٠١١- ٢٠١٤، كنت أقصد “كافيه حمرا” مع رفاق أو بمفردي، لتناول الحلوى أو الغداء بالفلوس القليلة التي كنا نتقاضاها “عالقطعة” من “شباب السفير”، وكان القليل فيه بركة. قد نشتري به أيضاً كتباً من “أنطوان”.

في “كافيه حمرا”، كاشفني صديق من سوريا بأمور عاشها بعد اعتقاله في السجون السورية، فبكيت.

في “كافيه حمرا”، استجمعت كل قدرتي لأكتب مقالاً عن برهان علوية يوم وفاته وشعرت برضا لأنني أنهيته بسرعة. كتبت نصوصاً كثيرة في “كافيه حمرا” ولكن لا أنسى نص برهان، لأنه في اليوم الثاني يموت أبي.

كانت “كافيه حمرا” أول خيار سريع أقترحه لصديقتي (وكل الأصدقاء إجمالا) بعد قراري الخروج من المنزل، جلسنا في الحديقة. كانت تكفكف عني الذكريات والحداد.

حين انقطع “الاشتراك” في المنزل وألهبنا الحرّ، لملمنا حاجياتنا ولجأنا إلى “كافيه حمرا”. كان دوام المقهى لم يبدأ بعد، ولكن استقبلنا. في الواقع، كنا نلجأ إليه تقريباً في كل ساعات التقنين.

كنت أنتظر زوال الصيف حتّى أشتمّ رائحة خاصة تنبعث من حديقة “كافيه حمرا” بعد الأمطار.

“كافيه حمرا” لم ينتظر زيارة أمّي لأعرّفها على واحدة من زواياي في بيروت.

جئت الآن لأتأكد، حاملة في قلبي “لعل وعسى”. قال النادل : كل شي إلو نهاية.

أنا أعلم، وأسلّم، وربّما أفضل، لكن كل هذا لا يلغي ألم الأشياء الجميلة حين تنتهي.

شكراً كافيه حمرا.
باي باي كافيه حمرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى