أبرز الأخبار

خليفة عون… رئيس “تسوية” يتفهم وضع حزب الله

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

أُسدل الستار عن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد مفاوضات شبهها البعض بـ “البورصة”.

كالعادة اختلف اللبنانيون على الترسيم بين مؤيد ومعارض، البعض اعتبره انتصار وآخر اعتبره تخاذل وتفريط بحقوق لبنان وثرواته, لكن في جميع الأحوال الترسيم تَمّ، وقد ينعكس فعلياً على الاستحقاق الأهم وهو الاستحقاق الرئاسي.

كيف سينعكس انتصار الترسيم على الاستحقاق الرئاسي؟ وهل سيتنازل حزب الله رئاسياً بعد إنجاز الترسيم؟

مصادر بارزة رفضت اعتبار ملف الترسيم إنتصاراً، بل إنجاز، تأخر كثيراً، لكن حصوله متأخراً أفضل كثيراً من أن لا يحصل، كان لا بد من إنهاءه وهذا ما حصل.

وأشارت المصادر إلى أن “الموقف اللبناني أملته اعتبارات عدة، أولها الوضع الداخلي في لبنان والانهيار الإقتصادي والمالي، فلبنان بأمس الحاجة إلى لملة جراحه المالية والاقتصادية التي تخطت كل حدود الانهيار.

الإعتبار الثاني هو أن “الشوشرة” الأمنية التي حصلت خلال الشهرين الماضيين في موضوع حقل “كاريش” وموقف حزب الله المدجج بالمسيرات لم يكن الهدف منه حرب عسكرية طاحنة، بل على العكس، كان واضحاً أنه ليس هناك نية لوقوع حرب في المنطقة، لا على المستوى الإيراني ولا الإسرائيلي.

وتلفت المصادر، إلى أن كل الأطراف تحاول اللعب ضمن إطار الواقعية، وكل الجهات يهمها أن تتعامل مع الظروف المحيطة بها بشكل واقعي. بمعنى أن لبنان بحاجة لإتمام هذا الإنجاز، حزب الله أيضاً بحاجة له بصرف النظر عن دوره، لكن بكل الأحوال يُسجل للحزب أنه أعطى الضوء الأخضر لإنجاز هذا الإتفاق.

ووفق المصادر، إن إتمام ترسيم الحدود المائية سينعكس على ملف رئاسة الجمهورية بشكلٍ غير مباشر، لكن لن يكون انعكاساً دراماتيكيا لسبب واحد، وهو أن حسابات رئاسة الجمهورية تختلف عن حسابات الثروة النفطية والترسيم الحدودي ومسألة تهدئة طويلة الأمد على جانبي الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل.

ورغم افتتاح جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية، ألا أننا لا نزال في مرحلة تجميع الأوراق الرئاسية، وتتمثل هذه المرحلة باختبار الأحجام ونوايا التأييد بين العديد من المرشحين، دون أن نغفل عن الظروف والحسابات الداخلية، إضافة أيضاً إلى الدور الخارجي والإشارات الدولية، تقول المصادر.

ما من شك بحسب المصادر، أن توقيع اتفاق الترسيم قد يُعجل في حسم الاستحقاق الرئاسي، لكن ذلك في حال التزم جميع الأفرقاء المحليين بالحد الأدنى من المطالب، بحيث أنه لا بد من تنازلات تقدمها كل الجهات. بمعنى آخر، لا بد من تنازلات مفصلية تساعد في إتمام هذا الاستحقاق بسبب تركيبة المجلس النيابي المعقدة وانقساماته الحادة.

بات معلومًا أن حزب الله لن يستطيع الإتيان برئيس من خطه السياسي، ولا المعارضة قادرة على فرض رئيس من طينتها. إذاً، سوف يتم البحث عن رئيس يلائم جميع الأطراف أو معظمها، لذلك المرحلة ستشهد تسويات، وإلا لا رئيس بل فراغ رئاسي طويل.

يدفع الفرنسيون بإتجاه تسوية مع تأجيل البت بالأسماء المطروحة، والسعوديون لا يتدخلون مباشرة تاركين للفرنسيين حرية التصرف، لكن المفارقة أن معظم القوى المحلية تريد التقرب من الأميركيين وتحديدًا أولئك الذين ينتقدون سياستها بهدف فتح خطوط التواصل معها باعتبارها القوة ذات التأثير الأكبر في المنطقة عمومًا ولبنان خصوصًا.

لا شك أن حزب الله يريد استثمار الترسيم، وحتماً لن يتنازل عن خطوطه الحمراء، لكنه في الوقت نفسه غير قادر على فرض مرشحه. هو يدرك أن مرشح الممانعة لن يمرّ حتى ولو أن حزب الله منح الأميركيين الضوء الأخضر في المفاوضات وسهل للدولة اللبنانية انهاء الملف. لكن الحزب لن يخسر معركة “الرئاسة” بل سيحظى بمرشح تسوية يلائمه ويتفهم وضعه الخاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى