أخبار محلية

تخيير باسيل آخر الدواء: عون ام فرنجية؟

لا يزال توتر “التيار الوطني الحر” على أشده ، رغم تاكيدات نيابية بأن تعيين الرئيس نبيه بري موعد الجلسة في ١٣ تشرين تم دون قصد، ذلك أن القلوب مليانة والتخبط سيد الموقف في الانتخابات الرئاسية كما في تشكيل الحكومة.

 

لم تصل لقمة توقيع ترسيم الحدود البحرية إلى”التم العونية”كونها توطئة بديهية لدخول لبنان عالم الغاز والنفط وفك الطوق عن الاقتصاد المنهار. فرصة أخرى ضاعت من أمام باسيل كونه يحتاج عوامل دفع ذاتية بعد فقدانه التوقيع الأول في قصر بعبدا، في ظل ترجيحات عن تصدعات تنظيمية وسياسية ستحصل لدى العودة إلى الرابية.

بموازاة ذاك، ضرب رئيس مجلس النواب موعدا جديدا لجلسة الانتخابات الرئاسية في ١٣ تشرين ، هو موعد غير موفق بالتأكيد، علما بأن توقيت الجلسة الأولى في ١٤ أيلول لا يقل احراجا، ان جاز التعبير كونه تاريخ اغتيال رئيس الجمهورية الاسبق بشير الجميل، لكن توجسات باسيل وحساسيته المفرطة تجعله مرتابا من كل شيء.

الترسيم الحدودي يدفع نحو البت سريعاً بالحكومة وشغور الرئاسة لن يتعدى اشهراً
قطع الطريق على “التسوية الرئاسية” والمبادرة عند باسيل؟

خروج عون من قصر بعبدا العام 2022 لا يقل رمزية عند العونية عن ذكرى ١٣ تشرين الاول، علما لا تجوز المقارنة، فالرئيس عون حاليا يخلي الرئاسي كرئيس شرعي للجمهورية بعكس العام 1989، مع وجود قواسم مشتركة عنوانها العريض الاصرار على خوض المعارك بغض النظر عن نتائجها، و لا يغفل عن بال الجميع الفرق الشاسع بين عون و باسيل.

جبران باسيل ، يخوضها مواجهة مفتوحة بما في ذلك مع اهل البيت والمعركة مكلفة بالشخصي كما بالسياسة، وسط ترجيحات عن ظهور خلافات تجعله يفقد سمة رئيس اكبر كتلة مسيحية، ولطالما استخدمها من أجل التهرب من تأييد ترشيح حليف حليفه اللدود سليمان فرنجية.

مع اقتراب موعد الجلسة الثانية، رغم ارجحية تطيير النصاب برزت المعضلة الأصعب عند باسيل حيث لا خيار امامه سوى دعم وصول فرنجية أو الوصول إلى حائط مسدود والرضوخ لوصول قائد الجيش جوزيف عون ، مع ما يعني ذلك من هزيمة محققة على الصعد كافة، وثمة من يؤكد بأن الضمانات التي سيمنحها سليمان فرنجية لا تقاس أمام التفاف قسم من القاعدة والقيادة العونية حول قائد الجيش وانفلاتها”من بين ايدي” باسيل وبسهولة فائقة.
الوضع الأصعب، لا يكمن بالاختيار بين مرشحين، بل يتعلق بقدرة باسيل على الوقوف في الدائرة الرمادية والتذرع بالورقة البيضاء قبل أن يصل إلى حد المواجهة مع حليفه حزب الله، إن استطاع استمالة عدد من النواب، وبروز إمكان وصول فرنجية في ظل تقاطعات إقليمية ودولية، في حين ان وصول عون يشكل مظهرا من مظاهر انكفاء فريق ٨ ذار عن السلطة.

وصول قائد الجيش بعيد المنال حاليا، ولكن حظوطه ترتفع، وهذا ينعكس على فريق رئيس الجمهورية وتياره السياسي بالدرجة الأولى. كما ينعكس سلبا على حزب الله بمطلق الأحوال ، ما يستدعي الواقعية السياسية بالدرجة الأولى والتي لا يبدو أنها في ذهن باسيل في الوقت الراهن، ما يعني استهلاك المزيد من الوقت واضاعة الفرص و الجهود أملا بتغييرات تتفاوت الآراء حول حدوثها، كما التشكيك بأنها ستصب لصالح باسيل ام خصومه؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى