أخبار محلية

السعوديّة: الطائف كاملاً وإلاّ “بلاه”!

ميشال نصر – الديار

منذ لحظة عودة السفير السعودي الى الساحة السياسية اللبنانية، اثيرت الكثير من التساؤلات والتحليلات حول اهداف الحماسة السعودية المفاجئة بلعب دور اساسي ، بعد الحديث عن انسحابها واعتبار الكثيرين ان الهيكل السياسي الذي بنته لسنوات قد انهار، من خروج الشيخ سعد عن طوعها، وانهيار التحالف السيادي الذي رعته، فيما كان الاجماع واضحا على ان الانتخابات النيابية لعبت الدور الحاسم كمرحلة جمع اوراق للاستحقاق الاكبر.

ووفقا لاوساط متابعة، زاد من ضبابية المشهد، ان العودة اتت في ظل عدم التزام لبنان بالورقة الكويتية على الصعيد السياسي، والتي قيل ان قرارا صدر بتجميد تطبيق بنودها، وثانيا استمرار عملية ضرب الامن الاجتماعي لدول الخليج رغم الجهود التي قامت بها وزارة الداخلية، وثالثا والاهم، استمرار وارتفاع الحملات الاعلامية ضد المملكة العربية السعودية ، وتستدرك الأوساط بالقول، ان حجة الصندوق الفرنسي – السعودي لم تكن سوى واجهة وغطاء كان الانسب في حينه عودة سريعة للمملكة الى بيروت عشية الانتخابات النيابية بمباركة ودعم اميركي- فرنسي.

على هذا الاساس ادارت الرياض سياستها وحركة سفيرها على ايقاع المعركة النيابية التي جرت ضمن مهلتها الدستورية، تمهيدا للمنازلة الكبرى في تشرين، بعدما لمس الاميركيون تعقيدات في مفاوضاتهم النووية أستوجبت زيارة للرئيس جو بايدن الى المملكة، حيث تم الاتفاق على مجموعة من النقاط من بينها الملف اللبناني، مع اعطاء الرياض هامشا في “القرار” في اختيار الرئيس العتيد، خصوصا انه سيأتي في اطار سلة متكاملة تشمل رئيسا للحكومة.

من هنا ارتكزت الاستراتيجية السعودية الى ثلاث دعائم اساسية:

– اتمام استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعده ضمن المهلة الدستورية، حيث يرجح ان يلعب النواب السنّة دورا اساسيا في مسألتي النصاب وحتى ترجيح الاسم في ظل غياب القيادة الموحدة لهم مع انسحاب “تيار المستقبل” من الحياة السياسية.

– الاصرار على تنفيذ اتفاق الطائف ،اذ غرد السفير البخاري معتبرا ان ” إتِّفاق الطائفِ غيرُ صالحٍ للإنتقاءِ وغيرُ قابلٍ للتّجزئة”، عبارة اعادت الى الاذهان المشهد عشية اقرار الاتفاق في عام 1989 ،حيث يتقاطع هذا الموقف مع ما يحكى عنه عن قرار دولي باعادة تفعيل وثيقة الوفاق الوطني، خلافا لكل ما يقال عن مؤتمر تأسيسي او مثالثة او غير ذلك، ويؤكد عليه مرجع رئاسي سابق في جلساته مؤكدا ان الطائف لم يطبق اصلا، علما ان مصادر عليمة تؤكد ان الاندفاعة الفرنسية تجاه حارة حريك قد خفت وتيرتها بعد “اجتماع باريس الثلاثي”.

– توسيع دائرة تحالفاتها والخروج من “الشرنقة السنية” الى اعادة نسج علاقات مع الطوائف الاخرى لحشد اكبر مروحة من الاطراف ، فكان التواصل مع المختارة ومعراب و”التغييرين” وباقة من الشخصيات السياسية، دون ابداء اي رغبة حتى الساعة في اعادة احياء تحالف الرابع عشر من آذار كما يحلو للبعض ان يروج.

مسلمات عبرت عنها ، وفقا للاوساط، جولات السفير البخاري على المسؤولين بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لاجتماع دار الفتوى بدعوة من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الذي اعاد السنّة الى الواجهة بعد انكفائهم مع مغادرة الشيخ سعد، حيث أشارت المعلومات الى ان البخاري سيجمع النواب السنّة في السفارة بعد اجتماعهم في دار الفتوى، وبعد مشاركته في اجتماعات باريس التي بحثت الملف اللبناني، والذي من المتوقع أن تليه لقاءات أخرى تمهيدا لحسم الملف الرئاسي اللبناني ، اذ بالنسبة لمصادر سنية ، فان حركة الرياض تأتي في اطار مواجهة الاستهداف ورفضا لاستمرار الانكفاء في أشد الحقبات السياسية دقة وحساسية، بحيث يشكل ما يجري الخطوة الاولى في مسار طويل لاستنهاض الحالة السنية.

فهل يستمر الموقف الدولي على ثباته في “اطلاق” يد المملكة ام تتغير الظروف؟ وماذا لو ادرج الملف اللبناني على طاولة الحوار السعودي – الايراني في بغداد؟ والاهم كيف ستتعامل المملكة مع الفراغ في حال حدوثه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى