أبرز الأخبار

محاولة رفع تعرفة الجمارك: ” داويها بالتي كانت هي الداء”!

ألمحامي لوسيان عون

باتت التدابير التي تسعى السلطة لاتخاذها أشبه بضرب السيف بالماء، لا بل تشكل ضروب من فقاقيع الهواء والترقيع في سبيل التأجيل والتأخير بهدف واحد أوحد هو ابعاد كأس النقمة الشعبية عن رأسها وكسب الوقت قدر الإمكان في سبيل بقاء الفاسدين وابعاد شبح التوقيف والملاحقات عن هؤلاء قدر المستطاع لان سقوطهم في اي وقت ام اية فرصة غلبة للتغييريين ام الشعب الغاضب سوف ترتد وبالاً عليهم وزجهم في السجون ومعاقبتهم والزامهم باسترداد الاموال المنهوبة.
بالامس ،وبعد التمحيص مليّاً والبحث عن موارد لتعويم الافلاس الذي اوقع هؤلاء البلد به، كانت فكرة رفع تعرفة الرسوم الجمركية وفق سعر صرف معين قيل وفق التسريبات أنه سوف يحتسب على أساس ٢٠٠٠٠ ليرة للدولار الواحد ،واشيع بان ما يقارب ال ٥٠٠ سلعة سوف تعفى من مرسوم الزيادة ،لكن ماذا سيكون شأن المئات الباقية التي كشف أنها ستكون مشمولة ومن بينها سلع ومواد استهلاكية اساسية للفقير، وهي كما جرى تداولها :
أدوات التنظيف والعناية بالجسم والسلع الاستهلاكية الأخرى (جمركها بين ٥ و ٣٠٪) ، الموادّ الدهنيّة كالمرغرين والزبدة، السكاكر والشوكولاتة (جمركها ٢٠٪) مشتقات الأجبان (جمركها ٢٠٪)، الملح (جمركه ١٥٪ )، معلّبات الخضراوات (جمركها ٣٥٪ )، وغيرها.
فهل من فقير يستغني عن مشتقات الأجبان، ام الملح، ام معلبات الخضروات، والسكاكر،
بل وكم من السلع المصنعة التي تدخل في صناعتها الملح والاجبان والالبان والسكاكر والزبدة ،وهي تبقى على سبيل المثال والحصر،
وهل ستتمكن وزارة الاقتصاد العاجزة والتي تعاني من وجود ٧٠ مراقباَ فقط على الاراضي اللبنانية من كبح جماح التجار الذين قد يقدمون على التسعير ” شلف” كما درجت عليه العادة وزيادة اسعار سلعهم ٣٥٪ و ٤٥٪ بذريعة رفع رسوم الجمارك مما سيؤدي الى زيادة التضخم وبالتالي الكوارث المعيشية على كاهل المواطن المسكين؟
إنه التخبط والانحلال بعينه والفلتان ” الشرعي” في غياب ” الدولة” بأجهزتها الامنية والادارية وهي تابى الاستسلام رافة بالشعب المقهور، فتكابر تمسكاً بالمناصب والمغانم لانها تدرك أن طوق المشنقة قد تم لفه على عنقها وهي تنتظر حكم الدنيا والآخرة عوض مبادرتها الى تنفيذ شروط صندوق النقد وهي شروط وضعها اختصاصيون في الشؤون الاقتصادية والسياسية والتنموية والادارية دون تطبيقها لا محال من الخروج من النفق المظلم واعادة تقويم الهيكل واعادة بنائه.
” داويها بالتي كانت هي الداء” مثل ينطبق على قرارات سلطة جائرة ظالمة اختلست اموال شعبها وهي تفاوض على العظام والفتات والاطلال، ريثما تدق ساعة الحقيقة ويشعر الجائعون أن لحظة إعدامهم اقتربت بعد تشاور من انتزع مالهم ورأسمالهم على كيفية تنفيذ حكم هذا الإعدام أهو شنقاً أم بالرصاص الحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى