أبرز الأخبار

“لغم” باسيل…هل ينفجر بمشروع فرنجيّة الرئاسي؟

 

الديار

التأثير الخارجي في إنتخاب رئيس مقبل للجمهورية يلعب دورا أساسيا في الاستحقاق الرئاسي لكنه لا يصل الى نتيجة من دون المرور والتوقف عند التوازنات الداخلية التي يعود لها الكلمة الفصل في تحديد هوية الرئيس ومن هذا المنطلق ترصد التفاعلات ومواقف الأفرقاء حيال الاستحقاق وما يتصل به، وقد صار ثابتا ان الطامحون للرئاسة “كثر” لكن من يملكون فرصة حقيقية عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فحتى اللحظة لم يعلن أي ترشيح رسميا باستثناء رئيس تيار المردة الذي بدأ حركته الرئاسية قبل الإنتخابات النيابية ممهدا لها بتموضع سياسي وحياد ايجابي في مواضيع وملفات متنازع عليها داخليا وقد تم تفعيل حركته في الأسبوعين الأخيرين بجولات سياسية واتصالات .

مع ذلك ثمة من يرى ان مسار فرنجية الرئاسي ليس سهلا، فليس سرا ان القوتين المسيحيتين المؤثرتين في الاستحقاق مسيحيا اي القوات والتيار الوطني الحر لا يبديان حماسة لهذا الترشيح فمن معراب أطلقت إشارات غير مرحبة بخيار فرنجية بعد ان زكى سمير جعجع قائد الجيش جوزاف عون للاستحقاق كما فتح النائب جبران باسيل النار على ترشيح رئيس تيار المردة مشيرا الـ “ان لا مبررات تدفعه لانتخاب فرنجية”.

موقف باسيل كان لافتا في التوقيت فهو يأتي بعد فترة من التهدئة بين المردة والتيار ومجموعة إشارات ايجابية بينهما تمثلت بانتخاب النائب الياس بو صعب لنيابة رئاسة المجلس النيابي والنائب آلان عون لأمانة سر المجلس، والتصعيد كان لافتا بحديث باسيل في مقابلته التلفزيونية عن فارق بين شخص لديه نائب واحد وآخر لديه ٢٥ نائبا مضيفا انه لا يجد نفسه في معركة الرئاسة الحالية مما يحمل إشاراتين تقصد باسيل ارسالهما، بأنه حسم أمره بعدم الترشح والرسالة الأهم بأنه تخلى عن دعم فرنجية مما طرح تساؤلات عن خلفيات موقف باسيل بعد فترة من تحسن العلاقة بين المردة والتيار الوطني الحر.

يضع المتابعون التغيير المفاجىء في العلاقة بين بنشعي وميرنا الشالوحي في إطار موقف باسيل المقصود لتوجيه رسائل معينة تتخطى حدود زغرتا الى الأفرقاء الآخرين، فباسيل يدرك جيدا أنه أصبح خارج المعادلة الرئاسية المقبلة فأراد إيصال الرسالة لمن يعنيه الأمر بأنه الأحق مسيحيا بالرئاسة الأولى من غيره وأنه المقرر الأول في إنتخابات الرئاسة على الساحة المسيحية، فيما يرى كثيرون ان التصعيد جاء بناء على عدم وصول المفاوضات الرئاسية التي كانت تجري بالواسطة بين فرنجية وباسيل الى صيغة بعد ان تردد الحديث عن تسوية رئاسية بين القيادتين المسيحتين إذ ينقل عن العارفين في العلاقة ان المفاوضات انتهت الى عدم موافقة فرنجية على شروط باسيل الاستباقية لاستحقاق تشرين.

النائب جبران باسيل وضع نفسه خارج الاستحقاق الرئاسي لكنه أخرج معه أيضا رئيس تيار المردة ملمحا الى ضرورة التوافق بين التيار والمردة على إسم المرشح المقبل طالما فرنجية ليس لديه التمثيل الشعبي المطلوب مما استدعى ردا من قبل المردة عبر عنه النائب طوني فرنجية بالقول ان انتخاب رئيس جمهورية من قبل الشعب مباشرة يحدث الفرق مما يدل على افتراق في الموضوع الرئاسي بات وشيكا ومؤكدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى