أخبار محلية

لا البطريرك، مع احترامنا له، ولا أي رجل دين آخر يحق له ان يحدد مواصفات الرئيس

كلما ضاقت المسافة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الرئاسي القريب، تعقدت الحسابات أكثر فأكثر واختلط حابل الحكومة المعلقة بنابل انتخابات رئيس الجمهورية «المجهولة المصير».

من المعروف انّ تشكيل الحكومات في لبنان يخضع الى «جراحات قيصرية» تستغرق وقتا طويلا، الا في حالات استثنائية، فكيف عندما يترافق هذا الامتحان مع الاستعدادات لخوض التحدي الأصعب وهو انتخاب رئيس الجمهورية.

ومع ان الواقع المنهار اقتصاديا واجتماعيا يستوجب الفصل بين المسارين والتعجيل في تأليف الحكومة بمعزل عن تاريخ انتهاء مدة صلاحيتها، الا ان المصالح المتضاربة ما زالت تحول دون ذلك، بل ان أصواتا تهمس بوجوب اعطاء الاولوية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي على قاعدة انه «ما بتحرز» تشكيل حكومة جديدة لبضعة أسابيع فقط.

تحت ظلال هذه التعقيدات، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل أيام النائب فريد الخازن القريب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والمتحالف معه.

وتوضح مصادر قيادية في التيار الحر انه كان مطروحا ان يتم لقاء باسيل – الخازن عشية الانتخابات النيابية، «لكننا فضّلنا ان يحصل بعدها حتى لا يعطى اي تفسير انتخابي خصوصا انه لم تكن توجد حينها اي فرصة للتعاون على هذا الصعيد».

وتؤكد المصادر التيارية الواسعة الاطلاع انّ اجتماع اللقلوق يندرج في إطار انفتاح التيار على عدد من الجهات الداخلية، وينسجم مع حوارات أخرى يظهر بعضها للعلن ويبقى بعضها الآخر بعيدا من الأضواء.

وتلفت الى ان غداء اللقلوق لم يتطرق الى تفاصيل الاستحقاق الرئاسي، بشكل مباشر، «انما هذا الاستحقاق مطروح تلقائيا ومن الطبيعي ان يندرج ضمن اي تفاهمات قد تتم لاحقاً مع تيار المردة».

وتشير المصادر إلى أن الاجتماع بين باسيل وفرنجية لا يحتاج إلى وسيط، «لا سيما بعدما التقيا برعاية الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وبالتالي فإنّ اللقاء مع الخازن ليست له علاقة بهذا الامر، وأي لقاء جديد بين باسيل وفرنجية يقرره الرجلان بعد الاتفاق على توقيته وجدول أعماله».

وبينما تؤكد المصادر انّ التيار يصرّ على إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها الدستوري، تعلّق على المواصفات الرئاسية التي حددها البطريرك الماروني بشارة الراعي بالقول: لا البطريرك، مع احترامنا له، ولا أي رجل دين آخر يحق له ان يحدد مواصفات الرئيس، بل هذا دور القوى السياسية المنتَخَبة، وعندما تكون للبطريرك كتلة نيابية يمكنه عندها ان يصبح شريكا في اختيار الرئيس الذي يراه مناسباً. وتضيف: انّ ما استرجعناه بالنضال الطويل لن نقبل بأن يفرّط به أحد أو يتنازل عنه في مقابل تأمين الحماية لاصحاب مصالح مالية.

عماد مرمل
الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى