أخبار دولية

“جزار سوريا” ومحط آمال بوتين.. تعرفوا الى الجنرال دفورنيكوف

منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا كان من الواضح تماماً أن هناك أمراً ما جرى بشكل خاطئ على المستوى العملياتي، إذ تكبد الجيش الروسي خسائر فادحة على كافة الصُعُد ولم يحقق النصر الكاسح الذي كان يملأ مخيلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتتحدث وسائل الإعلام والخبراء أيضاً عن الضعف الظاهر في المستوى القيادي للعمليات العسكرية الروسية. ربما ولكل هذه الأسباب أعلن الرئيس الروسي قبل عدة أيام
تعيين الجنرال ألكسندر فلاديميروفيتش دفورنيكوف الملقّب بـ”جزّار سوريا” لتولي مهام السيطرة على دونباس شرقي أوكرانيا.

مرحلة جديدة “وحشية”

يؤكد محللون عسكريون أن تعيين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف لتولي العمليات في أوكرانيا يشير إلى أن الحرب يمكن أن تدخل مرحلة وحشية جديدة حيث تستعد موسكو لشن هجوم كبير في شرق أوكرانيا.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الرجل “وبهذه الخلفية العسكرية، يُتوقع منه أن يسمح بارتكاب المزيد من الأعمال الوحشية ضد المدنيين الأوكرانيين”.

وأكد مسؤول أميركي ومسؤول غربي لمحطة “ام اس ان بي سي” الأميركية أن تعيين دفورنيكوف – الذي أشرف مؤخراً على القوات الروسية في سوريا وله سجل دموي في استهداف المدنيين – كقائد عام على الأرض في أوكرانيا يشير إلى تعديل في التسلسل القيادي الروسي Chain of Command. إذ سيتم استبدال دفورنيكوف بالقادة الثلاثة الذين سبق لهم قيادة المعارك الحرب قبل عملية دونباس الكبرى المنتظرة.

ويقول العميد المتقاعد إلياس حنا أستاذ العلوم السياسية والخبير العسكري من بيروت إن الجنرال دفورنيكوف تخرج في أرقى الجامعات العسكرية الروسية و يتمتع بخبرة عسكرية واسعة وخصوصاً في أوكرانيا والتي قاتل فيها سابقاً ويعرفها جيداً، “فالرجل شارك في العمليات العسكرية في معارك دونباس التي جرت أحداثها عام 2014 وهو يعرف المنطقة بشكل عميق”. بحسب ما قال خلال حوار هاتفى مع DW عربية

خبرة عسكرية وتاريخ حافل

نشر معهد دراسات الحرب تقريراً مفصلا حول مسيرة الجنرال دفورنيكوف الطويلة، ذكر فيه أنه تخرج في مدرسة أوسوريسك سوفوروف العسكرية – وهي مدرسة داخلية عسكرية سوفيتية – عام 1978، ثم خدم كقائد فصيلة، وقائد سرية، ورئيس أركان كتيبة في منطقة الشرق الأقصى العسكرية طوال الثمانينيات.

وبين 1991 و1994، شغل دفورنيكوف منصب نائب القائد ثم قائد كتيبة المشاة المؤللة (مسلح ببنادق آلية) تم تكليفها بالمجموعة الغربية للقوات السوفيتية في ألمانيا. وبين عامي 1995 و2000، شغل دفورنيكوف منصب رئيس الأركان ثم قائد فوج المشاة الآلي في منطقة موسكو العسكرية (التي اندمجت في
المنطقة العسكرية الغربية الحالية في عام 2010).

بعدها شغل منصب رئيس الأركان وقائد كتيبة المشاة الآلية في منطقة شمال القوقاز العسكرية (وهي الآن جزء من المنطقة العسكرية الجنوبية) حتى عام 2003، وخلال تلك الفترة يُعتقد أنه شارك في حرب الشيشان الثانية.

وبين عامي 2005 و2008 شغل دفورنيكوف منصب نائب القائد ثم رئيس أركان الجيش السادس والثلاثين (جزء من المنطقة العسكرية الشرقية الحالية). قاد دفورنيكوف قيادة جيش الأسلحة المشتركة الخامس لمنطقة الشرق الأقصى العسكرية من عام 2008 إلى عام 2010.

وعمل دفورنيكوف كنائب لقائد المنطقة العسكرية الشرقية من عام 2010 إلى عام 2012 ، ثم رئيس أركان المنطقة العسكرية المركزية من أبريل 2012 إلى 2015. قاد دفورنيكوف القوات الروسية في سوريا منذ بدء التدخل الروسي في ايلول 2015 إلى تموز 2016، ومنحه بوتين لقب البطل عام 2016 نظراً لدوره في الحرب في سوريا.

ويقود دفورنيكوف المنطقة العسكرية الجنوبية منذ 20 أيلول 2016، وأخيراً تولى قيادة المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية منذ سبتمبر 2016 .

وفي 23 حزيران 2020 قام بوتين بترقية دفورنيكوف إلى رتبة جنرال، وهي ثاني أعلى رتبة في الجيش الروسي، ولا يحمل هذه الرتبة أي قائد منطقة عسكرية أخرى في روسيا، متفوقًا بذلك على قائدي المنطقة العسكريين الآخرين المشاركين في غزو أوكرانيا، وهو مرشح محتمل لخلافة فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة في روسيا.

“الجنرال الدموي”
وحول السمعة السيئة التي يحظى بها الجنرال دفورنيكوف بأنه شديد الدموية، يشير حنا إلى أن هذه السمة مميزة للجيش الروسي بوجه عام، “فالجنرال دفورنيكوف مثلاً لم يشارك في معارك الشيشان الدموية التي دمرت البلاد بالكامل وهو أيضاً لم يكن مسئولاً عن أحداث بوتشا ولا عن الضربة الصاروخية الدامية التي تعرضت لها محطة القطارات في بلدة كراماتورسك وأودت بحياة عشرات المدنيين، وبالتالي فمن الواضح أن صفة استخدام العنف المفرط لتحقيق الأهداف العسكرية واضحة تماماً في الجيش الروسي، وأن كل الأفعال السابقة هي نتاج مسار وثقافة عسكرية روسية راسخة”.

ومن الواضح أن القيادة السياسية الروسية تشعر بمهانة شديدة من الضربات القوية التي توجهها المقاومة الأوكرانية وعدم تحقيقها نصراً واضحاً على الأرض.

ويشير خبراء ومحللون إلى أن الأمر يبدو أنه قد تحول إلى “ثأر شخصي” عند بوتين الذي يريد ليس فقط تحقيق الانتصار على المقاومة الأوكرانية وإنما سحقها والانتقام منها. فمنح ضوء أخضر للجيش الروسي لتنفيذ عمليات على غرار ما حدث في بوتشا، وهو ما يخشى العميد حنا من تكراره في ماريوبول على يد الجنرال دفورنيكوف.

المصدر: dw

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى