أخبار محلية

هذا ما ينتظر شقيق رياض سلامه بعد أسبوع على توقيفه

كتبت لارا الهاشم

لو كان رجا سلامه شقيق حاكم مصرف لبنان على يقين أن الخروج من قصر عدل بعبدا لن يكون كدخوله، لما كانت وَطأته قدماه.
لو كان صاحب المليارات يعلم أنه سيقبع في زنزانة مِثله مثل أي مطلوب للعدالة، لكان تقدّم بألف معذرة ومعذرة.

ففي معلومات mediafactorynews يجلس الرجل منذ لحظة توقيفه من قبل مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون في زنزانة إنفرادية في طبقتين تحت الأرض بإشارة من عون نفسها لعدم تعريض سلامته للخطر، خوفاً من أن يصطاد بعض المغرضين بالماء العَكر خصوصاً وأنه محاطٌ بعشرات المطلوبين الخطرين.

لكن سلامه المحميّ أمنيّاً يبدو متروكاً عائلياً واجتماعياً. فمنذ توقيفه يوم الخميس الفائت لم يزُره أحد باستثناء أحد أشقائه ومرّةً واحدة وهو ليس بطبيعة الحال الحاكم المدعى عليه بجرمي تبييض الأموال والإثراء غير المشروع.

أما سياسياً فلم تنفع كل الضغوط التي ترافقت مع ألاعيب نقديّة بثني قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا بو منصور عن توقيف رجا سلامه بعد أول جلسة استجواب، لعدم اقتناعه ببراءة الأخير من الجرائم المنسوبة إليه.
فتوقيف شقيق الحاكم في انتظار إحضاره لمستندات تُظهر أنه اشترى عقارات في باريس ولبنان من ماله الخاص لا من المال العام لا تُسقط عنه الشبهة، لا بل العكس.
فلو تمكَّن سلامه من إثبات ذلك خلال جلسة استجوابه لما طُلب منه المزيد من المستندات.
لكن المستندات المطلوبة من رجا سلامه ليست الوحيدة التي ستُضمُّ إلى هذا الملف. فمحامو مجموعة “روّاد العدالة” الذين تقدّموا بالإخبار الذي ادّعت بموجبه القاضية عون على الأخوين سلامه، سيطالبون الأسبوع المقبل بالتوسّع بالتحقيق. فالمحامون منعوا من المشاركة في الجلسة على الرغم من ادعائهم الشخصي في الملف والسبب أن المحضر الذي يحمل تواقيعهم لم يصل إلى منصور.
بالنسبة إليهم التوقيف وحده لا يعزّز الملف، بل أن الأسئلة ال ١٧ التي أعدّوها كانت لتؤثّر على مسار التحقيق فيما لو سُمح لهم بطرحها. وهنا يسأل ممثل المجموعة المحامي هيثم عزّو ماذا لو تمّ تلطيف بعض الاسئلة؟ وماذا لو تحوّلت إحدى الجنايات إلى جنحة بسبب تضييق حلقة الاستجواب من قبل منصور؟
وعليه سيتقدّمون بمستندات حول ممتلكات لرجا سلامه في باريس وفي لبنان لإشباع الملف بقرائن وشبهات تحميه.

في المقابل لا يبدو أن ملف الحاكم وشقيقه سيُطفأ بسهولة. إخبارٌ من هنا وآخر من هناك، توقيفٌ من هنا واستقواءٌ من هناك، لكن ما لا شك فيه أن الدعاوى تنهمر كالشتاء على الحاكم وشقيقه وآخرها ما تقدّم به المحامي وديع عقل من شكوى شخصية ضد رياض ورجا سلامه. الشكوى استندت في جزء منها إلى المراسلة السويسرية التي أشارت إلى أن عمليات اختالس قد عادت بالفائدة على رياض ورجا سلامه وكذلك أفراد من أسرتهما أو محيطهما، مرتبطةً بشركة fory.
عقل ومن خلال الشكوى يسعى إلى ربط مصادر الأموال ببعضها البعض والتأكد ما اذا كانت الاموال التي دخلت الى شركات eciffice و zel و bet التي ادعت عليها عون ويحقق فيها منصور، مصدرها fory.
وعليه سيطلب مطلع الأسبوع المقبل ضم شكواه إلى إخبار “رواد العدالة” من أجل تعزيز التحقيقات وتقوية الملف.

إذا الشكاوى تتكدّس ضد الحاكم وشقيقه. وفيما الأخير موقوفٌ في نظارة ما دون “النجمة”، فإن الحاكم حرٌّ طليقٌ. أما العبرة فهي في يوم الخميس المقبل المحدّد لاستجوابه والذي سيحدّد قواعد لعبة الحاكم مع القضاء وإن كانت فعلاً ورقته قد احترقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى