أبرز الأخبار

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الخميس ١٥ / ٨ / ٢٠٢٤

Almarsadonline

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ١٥ / ٨ / ٢٠٢٤

كتبت النهار

 

بالتوازي مع الانتشار العسكري الدفاعي – الهجومي الكبير أطلق الأميركيون مساراً ديبلوماسياً متعدد المستويات: اجتماع في الدوحة يجمعهم مُمَثَلين بمدير “وكالة الاستخبارات المركزية” السفير وليم بيرنز الى المصريين والإسرائيليين والقطريين بغياب حركة “حماس” التي صارت كلها بيد يحيى السنوار، وحضور “ملائكة” إيران عبر القطريين. واجتماع في القاهرة جرى من أجله إيفاد كبير المستشارين في البيت الأبيض بريت ماكغورك الى العاصمة المصرية لتنسيق المواقف من مشروع الصفقة الذي يتفاءلون بحصوله في واشنطن. وأخيراً مجموعة اجتماعات عقدها الموفد الأميركي الى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين وهو مكلف بملف “حزب الله” – إسرائيل.

الأميركيون ينفخون مشاعر التفاؤل. ويُستدل على ذلك بأقوال هوكشتاين بنهاية لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت حيث صرح رداً على سؤال عما إن كان يعتقد أنه يمكن تفادي وقوع حرب. قال: “آمل ذلك، أعتقد ذلك”. لكن هذا التفاؤل لا يعني أنه أمكن تفادي الحرب حقاً. فبالنسبة الى لبنان يجب أولاً أن يتجنب “حزب الله” القيام بانتقام كبير ضد إسرائيل رداً على اغتيال القائد العسكري لقوات الحزب المذكور فؤاد شكر. وثانياً يجب البدء بتنفيذ خطوات خفض التصعيد على نحو متدرج يبدأ بإمرار رسالة الى الإسرائيليين مفادها أن الحزب المذكور عازم على خفض التصعيد المتدرج وصولاً الى وقف لإطلاق النار.

وفي المقابل يتعين على إسرائيل تعليق الاغتيالات التي تستهدف المقاتلين والقادة الميدانيين وصولاً الى وقف لإطلاق النار بما يحرك المسار الديبلوماسي الذي يعمل عليه الأميركيون. ولا بأس بـ”حزب الله” إن لم ينتقم على النحو الذي أراده أو روّج له في إعلامه وعبر ناسه فوق المنابر. لكن المهم بالنسبة الى لبنان هو أن يبلغ “حزب الله” الوسطاء اللبنانيين أي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري أنه معنيّ بوقف القتال في مدى منظور. فالإصرار على ربط حرب لبنان بحرب غزة مقامرة كبيرة، ليس بواقع “حزب الله” الذي لا يهتم له أكثر من نصف الشعب اللبناني فحسب، بل بكل لبنان، ومعظم اللبنانيين يرفضون الحرب المفروضة عليهم قسراً وبقوة السلاح وجُبن المسؤولين عن البلاد في الحكم والسلطة.

كما تعرف إيران، يعرف “حزب الله” أن الرد الموعود إن لم تجر مسرحته كالرد السابق في ١٣-١٤ نيسان الفائت، فلن يحصل الإيرانيون ومعهم “حزب الله” على فرصة لتقبّل غربي وإسرائيلي لرد منسجم مع التهديدات التي أطلقت بعد اغتيال هنية وشكر. لن يمر رد من محور “وحدة الساحات” الموعود من دون رد على الرد. وبالتالي ستكون المنطقة على موعد مع مسار تصعيدي قد يتحوّل الى رحلة نحو كارثة في لبنان قبل إسرائيل. وإن كان “حزب الله” قادراً على إيذاء إسرائيل وهو قادر، وإلحاق أضرار كبيرة بها على مختلف المستويات، فإن إسرائيل قادرة على خوض حرب تدميرية ضد الحزب المذكور وضد بيئته وضد كل اللبنانيين دفعة واحدة.

والمشكلة أن “حزب الله” الذي يطالب المتحدثون باسمه اللبنانيين الرافضين هيمنته ومغامراته بالصمت يراكم في لبنان مشاعر الخيبة من الحياة الوطنية المشتركة. ويزيد من الهوة بين أبناء الوطن. ويدفع شرائح واسعة الى اليأس من وحدة لبنان. أكثر من ذلك، ومرة جديدة تكشف هذه التجربة السيئة الذكر منذ السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣ كم أن “حزب الله” في غربة تامة عن قلوب غالبية اللبنانيين وعقولهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com