أخبار محلية

مخطّط لإغتيال ماكرون في لبنان

مرّت سنة ونيّف تقريبا على آخر وعد من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة لبنان للمرة الثالثة، بعد زيارة أولى قام بها بعد ساعات من وقوع إنفجار الرابع من آب، تلتها زيارة ثانية في الأوّل من أيلول من العام الـ2020، حيث أعلن في ختام الزيارة عن زيارة ثالثة في شهر كانون الأول لإستكمال خطة النهوض بلبنان والتي عُرفت فيما بعد بـ”الورقة الفرنسية”.

لكنّ هذه الزيارة لم تتمّ حتى يومنا هذا، وجرى تأجيلها بعد أن أعلنت الرئاسة الفرنسية قبل ساعات من موعد الزيارة أنّ الرئيس ماكرون دخل الحجر الصحي بعد إصابته بفيروس كورونا، وانّه ألغى كل جدول رحلاته بما فيها زيارته الى بيروت.

حتى الآن، كلّ ما أوردناه هي وقائع معروفة لدى الجميع ومعلنة عبر وسائل الإعلام اللبنانية والفرنسية على حدّ سواء، لكن ما دفعنا الى طرح علامات الإستفهام هي الوثائق التي نشرتها صحيفة “الأخبار” عن مخطّط لإغتيال ماكرون أثناء زيارته الثانية الى لبنان في أيلول من العام الـ2020.

والمفاجأة، هي بما كشفه الصحافي المتخصّص بالشأن الفرنسي والأوروبي تمّام نور الدين عبر موقع LebanonOn، حيث أكّد أنّه تم إلغاء زيارة ماكرون الثالثة بسبب معلومات تؤكد انّه سيتم اغتياله في لبنان، وأنّ إعلان إصابته بفيروس كورونا ما هو إلّا حجّة للتغطية على الأمر. وقال نور الدين: “لقد تحدّثت بالفعل في السابق عن مخاوف من اغتيالات لكن لم أوسّع بيكار الكلام في وقتها”.

وفي التفاصيل التي زوّدنا بها نور الدين، فإنّ مخطّط إغتيال ماكرون في شهر كانون الأول من العام 2020، جاء بعد أزمة تصريحات ماكرون عن الإسلام ابّان حادثة ذبح استاذ التاريخ الفرنسي الذي نشر رسومات ساخرة من النبي محمد.
ووُصفت حينذاك تصريحات ماكرون بالمسيئة للنبي محمد والدين الإسلامي، ودشّن مغردون حملة بعنوان “ماكرون يسيء للإسلام”، حتّى أنّ رؤساء بعض الدول خرجوا عن صمتهم وهاجموا الرئيس الفرنسي. وفي ذلك الوقت أكّد ماكرون أنّ فرنسا ستدافع عن الحرية التي كنت تعلمها ببراعة وستحمل راية العلمانية عاليا، وإنّها لن تتخلى عن الرسومات والكاريكاتورات وإن تقهقر البعض، ما اعتبره الملايين من المسلمين حول العالم إستفزازا صارخا، وعلنيا.

ويقول نور الدين لـLebanonOn: “داعش والإرهابيون هم وراء هذه التهديدات والمخططات، لا سيّما وان لبنان يشكّل ارضية خصبة لعمليات من هذا النوع بسبب الوضع الهشّ الذي يمرّ به على كافة الأصعدة؛ وأعتقد أنّ المخابرات الفرنسية تعرف كلّ الأطراف التي لها صلة بالموضوع”. وشدّد على أنّ “ماكرون لم يتمكّن الّا أن يرضخ لتعليمات المخابرات الفرنسية لأنّ أمنه كان بخطر فعليّ، وقام بإلغاء الزيارة الى بيروت”.

ويضيف: “جهاز المخابرات الفرنسي موجود في لبنان، وهو خارق للعديد من الأطراف سواء كانت إرهابية ام لا، وهو يحصل على معلومات من داخل المنظمات الارهابية الناشطة في لبنان وفي المنطقة بشكل عام وهذا الأمر مسموح له بالقانون”.
ويكشف نور الدين أيضا، أنّه و”بطلب من الجهات الفرنسية لم يتم الحديث عن الموضوع في لبنان أو الإفصاح عنه، وجرى سحبه من التداول”.

ويتابع نور الدين: “عدم تناول هذا الأمر في الاعلام قد يعود إلى قول البعض ان ماكرون ذاهب للبنان ولمساعدة اللبنانيين وهم بالمقابل يريدون اغتياله، بالإضافة الى المحافظة على صورة الرئيس المحبوب خاصة بعد زيارتيه الاولى والثانية بعد انفجار المرفأ ومشهد التعاطف الكبير معه عندما نزل والتقى المواطنين والمتضررين من كارثة المرفأ”.

ويتابع: “المواطنون الفرنسيون العاديون لم يسمعوا بهذه الحادثة حتى اليوم، ولم يتناولها الاعلام الفرنسي، بالرغم من أنّ وسائل إعلامية لبنانية تحدّثت عنها مؤخرا”.

وعمّا إذا كان ماكرون يفكّر بإستثمار ما حصل معه في معركته الرئاسية عشية الإنتخابات الفرنسية، فيؤكّد نور الدين في ختام حديثه لـLebanonOn أنّ “التفكير الفرنسي مختلف تماما عن التفكير اللبناني، ومن المستبعد جدا أن يستثمر ماكرون ذلك في حملته الانتخابية الرئاسية او ان يلعب دور الضحية ليكسب شعبية ما، فالشعب الفرنسي همّه الأوّل هو تأمين حقوقه ورواتبه عند كل نهاية شهر، ولا يعطي اهمية كبيرة للسياسة الخارجية الفرنسية على مستوى تعاطيها في الشؤون الدول الأخرى”.

مارون يمّين – LebanonOn

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى