أبرز الأخباربأقلامهم

السيد عندما يرفع اصبعه / غابي ايوب

غابي ايوب

خاص المرصد اونلاين

الوضع الراهن في لبنان هو الأسوأ منذ تأسيس لبنان الكبير قبل قرن من الزمن، مالياً واقتصادياً واجتماعياً.

لنكن واقعيين: لو كان السيد نصرالله يحلم بـ”سلطة نموذجية” في لبنان، هل كان ليجد أفضل من السلطة الحالية اليوم؟ رئاسة جمهورية هو الذي يتحمل مسؤولية وصولها، فلولاه لما كان “الجنرال”لحود وعون رئيساً. مجلس نيابي بأكثرية لحزب الله وحلفائه. رئاسة مجلس نيابي معقودة لحليفه الرئيس نبيه بري بإرادة “الثنائي الشيعي” وتحديداً السيد نصرالله. حكومة لم يكن ليحلم معظم الوزراء فيها بأن يكونوا حيث هم، لولا قرار حزب الله، ثم يأتي الأمين العام للحزب ويرفع اصبعه ويقول لنا إنه لا بد من التوجه في هذا الإتجاه أو ذاك وإعتماد هذا الخيار أو ذاك.

ليصارحنا السيد نصرالله وليعلن إنسحابه من هذه التركيبة، وعندها لن نلومه، لكن أن يضع خطوطا حمراء فوق الجميع ويقول لنا ممنوع المس بهذا الموقع أو الحليف أو ذاك الموقع والحليف، ماذا ستكون النتيجة؟ ستُرمى بوجه حزب الله وأمينه العام كل موبقات هذه السلطة وكل إرتكابات السلطات المتعاقبة منذ الطائف حتى يومنا هذا، طالما هو يوفر الغطاء السياسي للجميع بعناوين مختلفة.

لماذا نتهرب من تحمل مسؤولياتنا؟

هل مشاكلنا الداخلية المستمرة دائما هي مسؤولية الخارج؟

هل صحيح ان الثورات والحروب والاحداث التي وقعت في لبنان هي دائما من صنع الاخرين على ارضنا؟

لا اعتقد ان الوضع الراهن يسمح بالوصول الى اتفاق يريحنا جميعا. لذلك من الافضل العودة به الى الوضع السابق المستقر نسبيا.

ان وقف الفساد والهدر واجراء الاصلاحات اللازمة كفيلان بعودة لبنان الى عافيته.

لنتذكر دائما ان لبنان عصي على الانصياع وما علينا الا ان نتذكر ما حل بالاجتياحات الاسرائيلية، والهيمنة الفلسطينية والوصاية السورية من دون ان ننسى المارونية السياسية والسنية السياسية.

لم يحلم لبناني،  ان لبنانه سيكون معزولا وليس بامكانه السفر للخارج وانه سيأتي يوم يحل فيه الجوع والفقر في بلده وهو ما زال على قيد الحياة.

البلد في حاجة ماسة الى رئيس حقيقي، لديه سجل مشرف بالمواقف الوطنية، الى منقذ يتمتع بالشهامة، الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف، و أيضاً يتمتع بالمعرفة والعلم. البلد في امس الحاجة الى رجل مواقف وقرارات مصيرية و تاريخية، لا يلتزم الا بخيارات وطنية و يضع مصلحة البلد فوق اي اعتبار شخصي او مكسب حزبي ليخلص البلد ويعيده الى بر الأمان .

فلنستذكر ونترحم على كبار رجالات الدولة الوطنيين و الأوفياء لبلدهم، أمثال كميل شمعون، فؤاد شهاب، بشاره الخوري، أميل اده و الياس سركيس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com