أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم الجمعة ١٢ / ٧ / ٢٠٢٤ 

Almarsadonline

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ١٢ / ٧ / ٢٠٢٤

كتبت النهار
قد لا يكون مستساغاً استعارة أو إسقاط خطاب حربي وقتالي في مواجهة جارية مع إسرائيل على أوضاع وأزمات واحتقانات داخلية مزمنة في لبنان وبين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين. ومع ذلك لا ترانا نخدش “حياء” أحد على الأرجح، إن رصدنا قلق اللبنانيين في كل أنحاء الجمهورية البائسة وفي أنحاء عالم الانتشار الذي يتدفّق منه الآن ألوف المغتربين يومياً ناقلين ذاك التوق النابض للبلد والقلق الصاعد عليه، القلق من أن يكون الداخل السياسي أو لعله صار في “حرب مشاغلة” أين من خطورتها الحرب المتدحرجة بين “حزب الله” وإسرائيل!
تتمادى فصول الاستهانة بترك لبنان عرضة لنهج ربط الأزمات على طريقة ربط الساحات تماماً الى حدود بات معها خطر تداعيات أزمة الفراغ الرئاسي وكل الشلل اللاحق بالدولة وبدورة المؤسسات أشد اعتمالاً حتى من العد العكسي لاحتمال قيام إسرائيل بتفجير حرب واسعة في لبنان. ونتساءل بريبة “متدحرجة” وفق القاموس الحربي الذي نرغم على استعماله يومياً، هل ثمة أكثر من سنة وتسعة أشهر من مماحكات أزمة الفراغ ما يثبت أننا نهرول بقوة “صاروخية” نحو أزمة سياسية وطنية وجودية ستفجّر صراعاً لم نشهد مثيلاً له في تاريخ الحروب والسلم والنشأة والنهايات في لبنان؟
إن التقليل من خطورة المخطط الجاري تنفيذه بدأب معاند لا ارتداد عنه على يد فريق “الممانعة” بقيادة الثنائي الشيعي بات أشبه بتقديم أثمن الهدايا لتسهيل وتمرير الضرب المنهجي الحاسم لكل ما بقي من إمكانيات وقدرات لإعادة ترميم القليل من خصائص النظام الدستوري في لبنان. هذا النظام صار أثراً بعد عين من اللحظة التي استتبعت انقلاب الثنائي على الدستور والأصول وفرض الفراغ الرئاسي بقوة التعطيل، ومصادرة مجلس النواب وجعل رئيس المجلس رئيساً للجمهورية بالوكالة بكل المعايير التنفيذية، وتسخير الأزمة لحصر التفاوض مع المجتمع الدولي بيد الثنائي عبر رئاسة المجلس. ولعلها ليست من مصادفات الأزمة المفتوحة داخلياً وحرب المشاغلة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل أبداً أن تتساقط كأوراق التين اليابسة تباعاً كل تحركات ومبادرات الداخل والخارج لإحداث اختراق في أزمة الفراغ فيما كان الظن (وإن بعضه إثم) أن الشرط الأساسي للتحلي بالممانعة الحقيقية في وجه العدو، الممانعة غير الزائفة وغير الهادفة الى السيطرة والهيمنة الداخلية، كانت تملي على “الممانع” الأول إقفال الثغرات الخطيرة داخلياً في المقام الأول بدل ربط الانقلاب المتدحرج في الداخل بحرب المشاغلة التي قرّرها متفرداً.
والأدهى في مجريات هذا الاستنزاف الداخلي الأخطر من استنزاف الحرب جنوباً، أن تُعمَّم سلفاً تبعة رمي كل من لا يسلم رقبته لمقصلة التسليم بسيطرة الفريق الممانع بتهمة التخوين أو شبهة التعطيل نفسها على النحو المعتاد الجاري في أدبيات الممانعين ومن يماشيهم ويمالئهم ويرضخ لشروطهم وترهيبهم الفكري رفضاً لكل المبادرات الآيلة الى كسر مخططهم التفريغي للدستور والدولة والنظام بما يترك الساحة “مؤهّلة” لأهدافهم يوم “إعلان النصر” على العدو كما على خصوم الداخل سواء بسواء.
بذلك، لا تعود ثمة وظيفة لمواجهة هذا النهج المثبت في انقلابيته بما لا يرقى إليه أي جدل، سوى التحسّب للآتي من التطورات الحاملة معها قلقاً وجودياً. فهنا والآن تجري مواجهات تكشف عمق ما يعيشه لبنان من صراع معتمل تستفيق معه كل شياطين الاحتمالات الأخطر من الحروب ولا من “رادع” ما دامت جهات لبنانية لا تقرأ التاريخ ولا تتقن معنى المراجعات التاريخية الذاتية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com