منوّعات

بيان صادر عن المرشح المحامي طوني المارديني

أهلي في زغرتا الزاوية والشمال،

تفتحت عيناي على الحياة السياسية في لبنان بالتزامن مع ظهور بوادر ثورة ثقافية اجتماعية رفضاً للواقع الشاذ القائم في حينه بفعل هيمنة وتحكم بعض القوى المناطقية بمفاصل حياة المواطنين. فكان ردّ فعلي الطبيعي بان اكون ثائراً على الواقع المذكور الذي شهد تشريعاً للسلاح الفلسطيني في لبنان على حساب الدولة مما ادّى الى ضرب هيبتها وانهيار مؤسساتهـا وأخذ البلاد نحو الحرب الاهلية الاليمة.
وكيف لا أثور ايضاً شمالياً وزغرتاويّاً في وجه التسلط والاستئثار الذي قام على قاعدة اعتبار ابناء الزاوية مواطنين من الدرجة الثانية، ممنوعٌ ومحرّمٌ عليهم العمل النيابي والوزاري او حتى مجرّد المشاركة السياسية الفاعلة.

ان رفض النهج المذكور دفعني الى الالتحاق بصفوف حزب ” الكتائب اللبنانية” ومن ثم ” القوات اللبنانية”، فكان ان دفعتُ الثمن كما المئات والالاف من ابناء الزاوية، تهجيراً من منازلنا وقرانا باتجاه بيروت، نتيجةً للحوادث الدموية التي شهدتها المنطقة والتي يعود سببها الى عدم قبول وجود الاخر والرغبة بفرض احادية مرفوضة.

وبعد أعوام طويلة من الاحتلال والهيمنة، استبشرت خيراً بأنه بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان بان مساحة الحرية ستتوسّع، وبأننا سنتمكن من جهة من استعادة سيادتنا على المستوى الوطني واعادة القرار الى الدولة ومؤسساتها، كما سنؤسس لاعادة التوازن والشراكة في العلاقة ما بين زغرتا والزاوية.
وبدأ هذا المسار مع ” انتفاضة الاستقلال” في العام 2005 حيث تحقق الاستقلال الثاني، قبل ان يعود لبنان ويقع تحت الهيمنة الايرانية بفعل سطوة سلاح “حزب الله”.

أضف الى انه تباعاً، وبمناسبة الاستحقاقات الانتخابية وترشّح بعض أبناء الزاوية، تبيّن ان هذه الترشيحات غير جدّية ووظّفت تبعاً لحسابات لا تصبّ في ظاهر الهدف منها، او جرى التعامل معها باستخفاف غير مقبول عن طريق ترشيح من يفتقد للتاريخ النضالي،

وأتت ثورة 17 تشرين لتغيّر الكثير من المفاهيم وتُصوّب البوصلة باتجاه الفاسدين كما باتجاه السلاح غير الشرعي مع ترسّخ الاقتناع المتزايد لدى اللبنانيين بأن لا انقاذ للبنان من الدرك الذي وصل اليه دون التخلص من معادلة السلاح والفساد.
لذلك، وتأسسياً على ما تقدّم، أعلن ترشحي الى الانتخابات النيابية عن احد المقاعد في قضاء زغرتا ضمن دائرة الشمال الثالثة، انطلاقاً من ايماني بضرورة الثورة على الواقع وتثبيتاً لتاريخي النضالي الذي أتشرّف به، مؤكداً على سياسة اليد الممدودة لتحقيق الاهداف المنشودة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى