أبرز الأخبار

جريصاتي والمشنوق صديق وفيق صفا نسّقا لضرب الطائفة الكاثوليكيّة

خاص الكلمة أونلاين – بقلم جان الفغالي

أين الكاثوليك اليوم ؟ مَن يحفظ إسم زعيم لهم ؟

عند الشيعة هناك الثنائي السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري.
عند الدروز هناك آحادية زعامة المختارة بقيادة وليد جنبلاط ، وإن كانت رئاسة الحزب التقدمي الإشتراكي آلت إلى نجله تيمور .

عند السنة هناك زعامة على طريق الأفول ، إذا استمرت على هذه الحال من الضمور، هي زعامة آل الحريري، خصوصًا أن لا زعامات سنية جديدة ولِدَت بل تشرذم نيابي وزاري يلملم شتاتهم بين الحين والآخر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بتوجيه من السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري.

عند الموارنة هناك اكثر من زعيم : رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ، رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ورئيس حزب الكتائب سامي الجميِّل،
بينما لا زعامات عند الأرثوذكس بل شخصيات تتبوأ مسؤوليات نيابية .

عند الكاثوليك ، هناك مشكلة ، ذابت الطائفة سياسيًا في الزعامات والأحزاب والتكتلات الآنفة الذِكر، بعدما تراجعت زعاماتها : من زحلة إلى الأشرفيه إلى جزين .

في زحلة عاصمة الكثلكة في الشرق ، اندثرت الزعامة التي كانت لآل سكاف ، بعد غياب جوزيف سكاف ثم نجله ايلي الذي عانى حصارًا لتطويعه، فشل التطويع لكن الزعامة ضعفت، وحاول السوريون إثبات زعامات على أعتاب آل سكاف لكنهم فشلوا ، فكانت النتيجة ” فتوش ” بكل المعاني .

اليوم هناك محاولات متجددة لإقفال ” بيت سكاف ” بالحد الاقصى ، ولتطويع زوجة ايلي سكاف بالحد الادنى .

في ذكرى غياب ايلي سكاف ، أطل نجله ب ” فيديو كليب ” عن إكمال طريقه ، الشِقاق داخل العائلة يُقال إنه مشغولٌ عليه من الرجل القوي في العهد السابق سليم جريصاتي ورجله المخلص داني الرشيد الذي له علاقات وتأثيرات وطيدة قضائية وعسكرية وأمنية ، ولا تتوقف هذه العلاقة عند الحدود بل تتجاوزها الى ما وراءها .

يرد الرشيد ، ومن ورائه جريصاتي ، على الاتهامات بأنهما يشقان العائلة ، بالقول : وهل دعم نجل ايلي بيك هو شق للعائلة ؟ فالذين يكيلون هذه الإتهامت كأنهم كانوا يقولون إن دعم والده الراحل كان شقًا للعائلة ؟

سليم جريصاتي محنك وبارع ، من العقل المدبر و اللصيق بالرئيس اميل لحود ، الى احد رجالات القصر في عهد للرئيس ميشال عون ، وفي كل العهود الآنفة الذكر ” سيد العدلية ” من دون منازع ، يعرف كيف يزرع ويعرف كيف يحصد ، يعرف كيف يدخل ويعرف كيف يخرج ومتى ، يتولى ملفاته بعناية من دون ان يعني ذلك انه ينجح في انجازها ، يحفر الجبل بإبرة ويحيك مخططاته كما كان يحيك الإجتهادات القانونية البارع جدًا فيها .

خطط لأسقاط ميشال فرعون كزعيم للطائفة الكاثوليكيّة في الأشرفية، بالتعاون مع وزير الداخلية آنذاك نهاد المشنوق صديق وفيق صفا ،الذي سخر وزارة الداخلية لإسقاط فرعون، فكان إلتقاء مصالح بين الرجلين : جريصاتي يريد إبعاد ميشال فرعون عن المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك ، ونهاد المشنوق يريد ” بيع ” مقعد الأشرفيه لمرشح التيار إرضاء لجبران باسيل، ولجعله ” يصُفّ ” إلى جانبه يوما في معركة رئاسة الحكومة ، فكانوا داعمين مرشح الممانعة في مقابل مرشح القوة السيادية، هذا ” الدفرسوار ” الذي فتحه نهاد المشنوق لاكثر من مصلحة وسبب ، من وراء ظهر الرئيس سعد الحريري ترك إستياءً بالغًا لدى الأخير خصوصًا ان ميشال فرعون يعتبر من الحلفاء الأساسيين للرئيس رفيق الحريري ثم لنجله سعد ، فهو الذي تجرأ في مطلع عهد الرئيس أميل لحود ، في فترة الغضب على رفيق الحريري ، على إقامة مأدبة عشاء تكريمية له في دارته في حرش تابت .

المنصَّات التي يقف عليها النواب الكاثوليك اليوم ، موزعة على الأحزاب بالدرجة الأولى: ثلاثة يقفون على منصة القوات اللبنانية هم ملحم رياشي وجورج عقيص وغادة ايوب، وثلاثة على منصة التيار الوطني الحر : نقولا صحناوي وغسان عطالله ( بعد قرار نعمة طعمة بالإنكفاء ) وسامر التوم ، ليبقى ميشال موسى تحت عباءة الرئيس نبيه بري والنائب المستقل ميشال ضاهر الذي يغرد منفردًا.

مقعد الأشرفيه شبه شاغر أو ضعيف خصوصًا في ظل الحضور الكاثوليكي لأنطون الصحناوي ، نجل نبيل صحناوي، الذي له باع طويل وفضل كبير خلال سنين الحرب على الاشرفيه ، وما بعدها، ويقولون في الأشرفيه إن أنطون صحناوي لديه كتلة من نائبين هما جان طالوزيان ونديم الجميل، كما له امتدادات في الجبل وتحديدًا في عاليه من خلال ابن عمته النائب راجي السعد ابن شقيق النائب السابق فؤاد السعد ، وله صداقة وطيدة مع النائب وائل ابو فاعور وأحد نواب الشمال ، فالنائب ميشال فرعون ورغم قاعدته الثابته معه ، اذا اراد ان يترشح مجددًا سيطيح حكما بنقولا صحناوي الذي استنفر العهد لدعمه ولم يعد هذا الواقع متوفرا.

وهناك وجوه برزت في الطائفة لكنها واجهت عقبات، منها رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي السابق روجيه نسناس الذي حورب مارونيًا وكاثوليكيًا ، عقبته عند جبران باسيل انه صديق بطرس حرب ، وفي عهد الرئيس ميشال سليمان وُضع اسمه في احدى التشكيلات الوزارية وبدأوا يتصلون به ويهنئونه ، لكن عند تلاوة مرسوم تشكيل الحكومة تبين ان اسمه سُحِب .

حتى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الحالي شارل عربيد ، اقترب اسمه كثيرا من ان يدخل لائحة الجبل مع وليد جنبلاط بعد عزوف النائب نعمة طعمة ، لكن حسابات جبلية وحزبية لم تساعده ومانت ضده ولا تزال ، كما انه لم يساعد نفسه ، وفد فاته القطار حاليا في هذه الطاىفة .

مرّ من عمر مجلس النواب الحالي سنة ونصف سنة، اذا بقي قانون الانتخاب الحالي على حاله ، فإن الصراع سيكون على المقاعد الكاثوليكية التالية :
مقعد الاشرفيه بين النائب السابق ميشال فرعون والتيار الوطني الحر الممثل حاليًا بالنائب نيفولا صحناوي ، ومَرشح يسميه انطون صحناوي ..
مقعد زحلة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وآل سكاف الذين انقسموا على انفسهم ، بين نجل النائب الراحل ايلي سكاف مدعومًا من الوزير السابق سليم الجريصاتي ، وعرّابه السياسي داني الرشيد، وكانت لافتة زيارة رئيس التيار الوطنب الحر جبران باسيل للسيدة مريام سكاف أثناء جولته في زحلة، وفي الوقت ذاته زيارته منزل الراحل بيار فتوش الذي يتقاطع باسيل مع السوريين على دعم نجله للنيابة ..

هذه الخارطة ” الكاثوليكية” السياسية، اثرت سلبًا على المجلس الأعلى، وهناك في الطائفة مَن يتهمون الوزير سليم جريصاتي الذي فشل في ان يترأس المجلس الاعلى ، بأنه ساهم في إضعافه لأطاحة ميشال فرعون فأطاح بالمجلس ككل وأضعف الطائفة على ابواب تحولات وحوارات مرتقبة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى