أبرز الأخبار

بعد “صفعة” الحزب له.. باسيل قرّر “يشوف مصلحتو”

قد يكون من الصعب جداً الإجابة عن السؤال الاتي: ماذا يُريد رئيس التيار الوطني الحر من الاستحقاق الرئاسي؟ فحتى المقربون من النائب جبران باسيل، الحاليون أو السابقون، لا يمكنهم الجزم بما يريده ، لكن بالتأكيد هناك بعض النقاط الأساسية التي لا يختلف عليها أحد.

هل يسعى باسيل ليكون رئيساً للجمهورية؟ نعم بكل تأكيد يسعى لهذا الهدف، لكنه في الوقت نفسه الهدف الأصعب ضمن الاهداف التي يعمل عليها، فهو يدرك صعوبة هذا الأمر في المرحلة الراهنة، لكن كل ما يقوم به اليوم يؤسس للمرحلة المقبلة التي سيصبح فيها رئيساً للجمهورية في لبنان، وهو سيصبح كذلك في السنوات المقبلة، تقول مصادر سياسية متابعة لحركة رئيس التيار.

إذا، من الصعب على باسيل أن يكون الرئيس المقبل للجمهورية، لذلك فإن الهدف الأول هو وصول رئيس للجمهورية يرّشحه هو، على حد قول المصادر، وهنا أصل خلافه مع حزب الله، الذي يعتبر باسيل أنه قدّم إليه كل شيء، حتى مصلحته الشخصية عندما تلقى العقوبات الأميركية بسبب علاقته بالحزب وعدم تخليه عنه، ورغم ذلك، جمع السيد حسن نصر الله رئيس التيار ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، واوحى لهما بأن فرنجية مرشح الحزب هذه المرة، رغم علم السيد نصر الله بأن باسيل يعارض وصول فرنجية، وبالتالي اكتشف باسيل أن الحزب يمكن أن يسير بمرشح يُعارضه هو، وعليه كان لزاماً إجراء التغيير.

هذه الضربة التي تعرض لها باسيل جعلته يغيّر استراتيجية عمله، على حد قول المصادر، فقرر الابتعاد عن الحزب قليلاً، والاقتراب من بقية الاطراف في لبنان، فكان اللقاء مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ومع فرنجية، ومحاولته التقرب من البطريرك الماروني بشارة الراعي، عبر دعم أسماء يرشحها البطريرك للرئاسة، والإنفتاح على الأميركيين أكثر بغية إقفال ملف العقوبات، فكان الخيار التوجه الى قطر، التي تُعتبر قريبة من الأميركيين الى حد كبير، لا من السعوديين، وبالتالي عندما يقال أن قطر طرحت امراً، فهذا يعني أن الأميركيين بجوّه، لا السعوديين الذين لا يمكن لهم أن يقبلوا النفوذ القطري في لبنان، وهم الذين لم يبلعوا بعد خطورة اتفاق الدوحة، على اتفاق الطائف.

واشارت المصادر نفسها الى إن التقرب من قطر له أهدافه الاقتصادية من خلال ملف الغاز، واهداف قانونية بخصوص ملف العقوبات الذي سيكون فيه تعديلات في الربيع المقبل بحسب المعلومات، وبالطبع له علاقة بملف الرئاسة، حيث يجد نفسه باسيل بين طرفين يطرحان عليه ضمانات سياسية للقبول بمرشح معين، الطرف الأول هو حزب الله الذي وعد باسيل بضمانات مقابل وصول سليمان فرنجية الى بعبدا، والثاني هو الأميركي الذي يعد باسيل بضمانات بحال وصول جوزاف عون الى بعبدا، وحتى اللحظة لم يختر باسيل أيا من الطرفين، ولا يزال يسعى لتسويق مرشح لا يحتاج مع وصوله الى ضمانات من أحد، حيث يكون الشخص بعينه هو ضمانة باسيل.

لا شكّ أن باسيل يُعتبر من أصغر رجال السياسة «الأقوياء» في لبنان، ويعلم أن المستقبل الى جانبه وله، وبالتالي فإن تمرير هذه المرحلة بأقل الأضرار الممكنة هو من الأهداف الأساسية التي يريدها ، والذي يدرك أن كرسي الرئاسة لن تصعُب عليه في المستقبل.

المصدر: الديار – محمد علوش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى