أخبار محلية

حزب الله قادر على غزو الجليل الأعلى

حتى الساعة يبدو حزب الله ضابطاً لإيقاع الحرب على الجبهة الجنوبية، من خلال عدم انجراره إلى حرب شاملة تريدها إسرائيل التي تحب لعب دور الضحية، لا سيما بعدما انقلب السحر على الساحر، وبات الرأي العام العالمي يعرف تماماً حقيقة الصراع القائم منذ العام 1948.

حرب الإغتيالات لقادة حزب الله الميدانيين تتواصل وآخر ضحاياها محمد نعمة ناصر أو الحاج أبو نعمة وهو قائد وحدة “عزيز” في الحزب، المرابطة على طول القطاعين الأوسط والغربي المقابلين للمستوطنات الإسرائيلية. هذه الحرب يرد عليها حزب الله بهجمات صاروخية واسعة يستخدم فيها أنواعاً جديدة وثقيلة من القذائف المدفعية التي يمتلكها، ما يجعل المفاجآت الميدانية تتوالى، والكشف عن عتاده يأتي تباعاً وب”النقّاطة” كما يقال في العاميّة. كما يستخدم الحزب أيضاً في الردّ على الاغتيالات الموجعة لقادته، الهجمات بأسراب المسيّرات الانقضاضية، مستهدفاً مواقع عسكرية إسرائيلية تقليدية وسرية مستحدثة، والحصيلة في الهجوم الأخير مقتل رائد إسرائيلي وجرح عدد من العناصر بالإضافة إلى التهام النيران مساحات حرجية واسعة في الجليل على عمق خمسة وثلاثين كيلومتراً من الحدود اللبنانية.

وعلى الرغم من موافقة حركة حماس على مقترح الرئيس جو بايدن لإرساء هدنة في غزة وإبرام صفقة تبادل الأسرى، وتوجّه رئيس المخابرات الإسرائيلية إلى العاصمة القطرية لاستئناف جولة مفاوضات غير مباشرة بدعم أميركي-قطري-مصري، إلّا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يتحدّثون عن مفاوضات شاقة بفعل الشروط “الحمساوية”، وعرقلة التوصّل إلى استقرار على الجبهة مع لبنان، فيما يتوقّع بعضهم هجوماً من حزب الله على منطقة الجليل، لأن الحزب يرفض شروط المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين التي تطالبه بسحب مقاتلي الرضوان إلى شمال الليطاني وإخلاء المنطقة الحدودية من سلاحه. ولكن هل بإمكان حزب الله شنّ هجوم على شمال إسرائيل؟ أم أنّ كل ذلك يدخل في سياق الدعاية الإسرائيلية لتكبير حجم الخصم؟

“لا شكّ في أن إمكانات حزب الله العسكرية والبشرية أضخم بعشرات المرات من قدرات حركة حماس التي غزت مستوطنات غلاف غزة، وأصابت إسرائيل والعالم بصدمة”، ومن المؤكد، بحسب خبير عسكري تحدّث إلى ليبانون فايلز “أن الحزب يملك القدرة على غزو الجليل من خلال قوة الرضوان، المعدّة للاختراق والتوغّل داخل المستوطنات الشمالية بمسافة مدروسة”، مضيفاً “أن قوة عزيز التي قُتل قائدها أبو نعمة بضربة إسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، هي من القوى التي تمهّد للدخول، وهي مزوّدة بالقناصة والمسيّرات والهواوين الممهدة للاختراق، وتشكّل جزءًا من خمس قوى في حزب الله معدّة لغزو منطقة الجليل الأعلى ومستوطناته”.

لكنّ خبيراً عسكرياً آخر يناقض قدرة حزب الله على شنّ هجوم بري على إسرائيل، مستنداً إلى افتقاره إلى طائرات حربية ودبابات تمهّد لأي هجوم، وتحضّر الميدان لقوى البرّ وتمكّنها من الاختراق، مشيراً إلى أن ما يمكن لحزب الله القيام به، هو عمليات تسلل محدودة، لأن عنصر المفاجأة قد انتفى على الجبهة، والجيش الإسرائيلي يتحسّب لأي عملية برية قد يقدم عليها الحزب من الجانب اللبناني، ويسأل الخبير عبر موقعنا “إن تمكّن حزب الله من دخول الجليل، كيف سيتمكن من حماية مقاتليه هناك؟”

وبين القدرة على غزو الجليل من عدمها، يبقى الميدان الجنوبي مربوطاً بميدان غزة، فالهدنة فيها تقود إلى استقرار فيه، ينطلق منه هوكشتاين إلى رسم معالم التسوية المنتظرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com