أخبار دولية

أوكرانيا فاجأت الجميع بصمودها وإليكم سبب تباطؤ الغزو الروسي!

كتبت نورا الحمصي في “السياسة”:

طوال شهر، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفي نيته غزو أوكرانيا، ليثبت قبل أيام ما كان العالم يتخوّف منه معلنًا البدء بعملية عسكرية على الأراضي الأوكرانية إلى حين تحقيق كلّ الأهداف.

وإلى اليوم، ما زالت وتيرة التوتر مرتفعة جدًّا في ظلّ ترقب للجولة الثانية من المفاوضات الروسية – الأوكرانية واستمرار الأعمال العسكرية على الأرض.

وفي هذا السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد العزي أنّ ” الروس أخفقوا في عملية الدخول إلى أوكرانيا”. وأضاف:” هنا علينا أن نرى في المفاهيم العسكرية من أخبر القيادة السياسية أنّ الجيش قادر على الدخول وخوض هذه المعركة كما علينا أن نرصد تأثير القيادة العسكرية على هذا القرار”.

وقال العزي في حديث لـ”السياسة”: ” من جرّ الروس إلى هذا المستنقع هو رئيسهم فلاديمير بوتين. الذي ومنذ اللّحظة الأولى لتوليه السلطة كان يرفع شعار عودة القيصرية، لذلك هو قناص فُرص كان يقتنص الفرص الصغيرة في مناطق تعتبر رخوة ليستعرض نفسه وقدراته فيها”.

ولفت إلى أنّ: “منذ بدء الغزو كان بوتين يرتكب الأعمال البربرية التي رفضها التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية”، محاولًا تبرير أفعاله في إطار سعيه لإعادة وضع أوكرانيا تحت سيطرة بلاده.

وعقّب على كلامه، قائلًا “كأنّ روسيا تعيش في زمن خشبي”.

وأشار العزي إلى أنّ ” بوتين جمع الكثير من المال منتظرًا وصول هذا اليوم، لكنّ المفاجأة تمثّلت بالصمود الأوكراني”.

العزي: الروس لديهم العقلية ذاتها

إلى ذلك، يلاحظ من يراقب تطورات المعارك على الأرض، أنّ القوات الروسية تأخرت كثيرًا على دخول كييف. الأمر الذي خالف كلّ توقعات المحللين والخبراء الذين عوّلوا في أرائهم على القدرات الروسية العسكرية الكبيرة. ومن هذا المنطلق، رأى البعض أنّ بوتين ورّط نفسه في ما بات يُصطلح على تسميته بـ “المستنقع الروسي”.

وفي هذا الإطار، اعتبر العزي أنّ” الروس لديهم جميعًا العقلية ذاتها ويعلمون الخطط والقدرات العسكرية الروسية جيدًا لذلك امتصوا هذه المعركة ولم يتمكنوا من الدخول إلى كييف”.

مؤكدًا أنّ “بوتين كان يريد مُحاصرة كييف وإجبار العاصمة على الاستسلام . ولكن، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”.

الأوكرانيون يستدرجون بوتين إلى حرب المدن!

واعتبر العزي أنّ “صمود الأوكرانين أفشل مخططات بوتين. وهم يجرونه الى حرب مُدن وهي حرب طويلة تمنعه من الحصول على ما يريد”.

لافتًا إلى أنّ “بوتين أوقع نفسه في الحقل الأوكراني، على الرغم من أنّ الأوروبيين كانوا قد نصحوه بصدق خلال لقاءاتهم واتصالاتهم به، لكنه كذب على الجميع”.

أميركا كانت تعلم!

وقال إنّ “الولايات المتحدة الأميركية، كانت تعلم بمخططات بوتين من خلال حشد ١٥٠ ألف عسكري وحددت الاتجاهات التي كان يخطط لسلوكها وهذا ما فعله”.

ماذا عن كييف؟

وفي الوقت الذي تترقب فيه أنظار العالم ما يحصل في محيط كييف فيما يتخوّف كثر من سقوط العاصمة ما يعني خسارة الحرب، رأى العزّي أنّ”الحرب مع كييف طويلة وربما حاول بوتين خلخلة المدن. ولكن خاركيف التي كانت تعتبر قريبة للعاصمة أظهرت أنيابها للدب الروسي”.

مشيرًا إلى أنّ بوتين يريد إسقاط كييف لأنّ سقوط العاصمة في المفهوم العسكري يعني سقوط الدولة.

وختامًا، شدد العزّي على أنّ “المشكلة الأساسية لا ترتبط فقط باحتلال أوكرانيا. وإنما روسيا أوقعت نفسها في مستنقع كبير، وبالتالي يجب على الحريصين عليها إخراجها من المستنقع الذي وضعها فيه بوتين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى