أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ٢٤ / ٤ / ٢٠٢٤ 

Almarsadonline

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ٢٤ / ٤ / ٢٠٢٤

كتبت النهار

لن تقف المياه عموداً إذا نجح التحالف السلطوي “الممانع” المنحدر من رحم 8 آذار مع حلفائه وتابعيه والمقطورين بمقطورة الثنائي الشيعي جميعاً، والأرجح أنه سينجح، غداً في فرض مأثرته التمديدية الجديدة الثالثة للبلديات لأن من ابتلع بحر الانقلاب على الدستور والنظام وبقايا إرث ديموقراطي كان الأول في الشرق الأوسط وصار الآن أثراً بعد عين لن يغصّ بساقية التمديد البلدي الثالث. ما نجح فيه التحالف السلطوي المهيمن منذ عهد ميشال عون وما بعده حتى الساعة والى أبد فراغ النظام ما دام هذا التحالف مقيماً في الهيمنة والتحكم والأحادية المطلقة في السلطة مع إمعانه في تغييب رئيس الجمهورية شخصاً وموقعاً وسلطة، يتجاوز بكثير كل آثار بكاء وتباكٍ ومناحة على النظام اللبناني برمّته، بل نكاد نقول على هوية النظام وماذا صار عليه حين حقق هذا التحالف الموروث من أيام النظام الأسدي، ولا سيما ونحن الآن في ذكرى الانسحاب المذلّ لذاك النظام وجلائه عن لبنان قبل 19 عاماً بالتمام والكمال، معظم مآثره في ضرب وتجويف الديموقراطية والتعددية اللبنانية إطلاقاً.

لعل كثيرين فقدوا النبض الكافي لإعادة الرؤية من أساس الأزمة ويرون تالياً في عودة التصويب على أساسات الأزمة بل الصراع مع الفريق المسمّى اليوم ممانعاً والبارحة كان يسمّى تحالف التبعية للنظام السوري المعرّف عنه بوقفة الشرخ الأشدّ عمقاً في تقسيم لبنان في محطة 8 آذار، يرون في ذلك استعادات باهتة لا لزوم لها! والحال أن محطة جديدة وإضافية في تسديد الطعنات الى الأصول والنظام الدستوري وفرض كلمة الأحادية المستقوية بقاطرة الثنائي الشيعي كالتمديد المفروض سنة بعد سنة للبلديات تفرض وقفة ولو عابرة أمام تصحيح اللغو العبثي الديماغوجي المتلاعب بعقول اللبنانيين في توظيف الأزمات لتمرير الحرائق التي يشعلها التحالف السلطوي حريقاً تلو الآخر في بناء النظام اللبناني بلوغاً إلى أهدافه التقويضية الساحقة. ليس التمديد المنتظر آخر الاستحقاقات ولن يكون، بل هو نقطة في بحر الأهداف المكشوفة أو الدفينة للتحالف المهيمن المانع انتخاب رئيس للجمهورية لا يكون مرشحه الممانع الخالص، والمانع بل القامع كل خلجة تغييرية في مناطقه وبيئته وناسه وطائفته وطائفة سواه ما دامت قدرته تتمدّد بطرق أو بأخرى لقضم النفوذ بالحلال أو بالقوة أو بتوظيف ضعف الخصوم.

مسألة تفريغ النظام اللبناني وجعله شيئاً آخر شديد البشاعة والسطوة والتحكم الأحادي لا تتصل فقط بإفراغ قصر بعبدا واسترهانه والاستهانة بضرب الميثاقية لفرض رجل الثنائي الشيعي رئيساً، ولا بالإطاحة بالاستحقاقات المتعاقبة وضرب عرض الحائط بالآثار والتداعيات التدميرية التي أين منها الدمار المتسع بفعل الحرب الجارية في الجنوب وأخطارها المحدقة بكل لبنان، بل الأخطر ما بات ينبغي أن تسلط عليه الأضواء بقوة وهو إمعان التحالف هذا في تقسيم لبنان إن لم يكن في الجغرافيا (بالكامل أو جزئياً) فبالممارسات المتعمّدة والتحريض في الخطاب السياسي والإعلامي والنفخ المتواصل في العداء والتحدّي الصارخ للميثاقية عبر استرهان قوى نفعية تستعيد دور القوى المتواطئة أيام الوصاية السورية والتي شكلت للنظام الأسدي واجهة الوصاية الاحتلالية على لبنان. هؤلاء الذين ظنوا أنهم باتهاماتهم الخشبية للخصوم بنزعات التقسيم يكفلون حجب أهدافهم وهي التقسيم بعينه إن لم تتوافر لهم ظروف الانقلاب الكامل على النظام، نراهم الآن في ذروة الإمعان في تقويض وحدة اللبنانيين ولبنان كما لم يسبقهم الى ذلك أي فريق في أي ظروف… وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى