أبرز الأخباربأقلامهم

بعد سوريا… لبنان هدية لطهران / غابي أيوب

غابي ايوب

خاص المرصد اونلاين

أن الاهتمام الاميركي بلبنان كان دائماً مرتبطاً بالتطورات الإقليمية، إضافة إلى الشعور العام  بأن لبنان قد اقتطع من سوريا الكبرى من قبل الاستعمار الفرنسي.

ومع أن النظام السياسي الطائفي في لبنان كان بطبيعته أكثر انفتاحاً من الجارة السورية، كما كانت صحافته حرة في انتقاد الأوضاع العربية عموماً، فإن ذلك لم يكن يعني أن لبنان يشكل تهديداً أمنياً لاي بلد اخر.

ومع انتقال بعض الفصائل الفلسطينية إلى لبنان، بعيد الحرب الأهلية في الأردن عام 70، بدأ هذا الأمر يقلق لبنان خاصة مع قيام هذه الفصائل في نقل معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى الجبهة الجنوبية، في الوقت الذي حاول فيه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تأكيد مبدأ استقلالية منظمة التحرير الفلسطينية عن الانظمة العربية، وهو ما أدى إلى اصطدامه مع القيادة اللبنانية.
سنة 1990 منحت اميركا الرئيس السوري حافظ الاسد الضوء الاخضر لاستكمال اجتياح لبنان، وظل فيه حتى اختلفت واشنطن مع ابنه على حرب العراق سنة 2003.فهل يتكرر ذلك مع سعي واشنطن لضبط حزب الله في بيروت ؟محور الممانعة يبدو انه مراهن على خطوة كهذه، قبل ايام اثيرت ضجة مفتعلة على نشاط اميركي في مطار حامات التابعة للجيش اللبناني شمال لبنان
وكأن طهران تذكر واشنطن بأنها تتعايش معها بسلام من مطار بيروت الى مطار رياق البقاعي وحامات في شمال لبنان، تماما” كما برأت ايران نفسها من اي هجوم على الاميركيين في العراق، فيما واشنطن تحفظ لايران وحزب الله جميلها في ترسيم الحدود البحرية اللبنانية التي وهبت لاسرائيل من بحر لبنان .
علما” ان السيد نصر الله قبل اربعة ايام من حرب غزة قد اعلن عن لقاءات لترسيم الحدود البرية ايضا” اما قوله ان هذا الامر من مسؤولية الدولة فمجرد اشارة لافهام واشنطن ام الامر من مسؤولية طهران وان طهران هي الدولة في لبنان وهو ما كررته واكدته بعد هجوم غزة لتؤكد سيطرتها على قرار بيروت ولتضمن زيادة حصتها من وصاطة مباشرة بعد انتهاء الحرب .
قبل ايام كشف ان واشنطن طلبت من تل ابيب مباشرة عدم استفزاز الحزب في جنوب لبنان كما طلبت توضيحات حول غاراتها عليه وهو ما لم يحصل ابدا” حيال غزة وحربها .

لبنان الذي ظل عصيا على الاحتلال الإسرائيلي وتمرد على وصاية النظام السوري يدخل مرحلة جديدة ليست أقل خطرا من الوصاية السورية والاحتلال الإسرائيلي، وإن كانت أكثر تعقيدا، لكن واقع الحال يقول إن لبنان يفقد مكونات وجوده وقدرته على الحياة، وليس أمامه الآن إلا أن يدافع عن حقه في البقاء وفي الوجود.

أخطر ما يتعرض له لبنان في ظل الوصاية الإيرانية هو الهشاشة في كل شيء، على مستوى الدولة والانتماء الوطني والحرية، وحرية الصحافة الذي طالما كان لبنان مصدراً له في المنطقة.

فهل على لبنان الاستعداد لوصاية ايرانية كاملة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى