أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم السبت ٦ / ٤ / ٢٠٢٤ 

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم السبت ٦ / ٤ / ٢٠٢٤

كتبت النهار

في يوم القدس الإيراني لا بد من وقفة مع حرب الشعارات والبيانات الدائرة بين طهران وتل أبيب على خلفية مجزرة القنصلية الإيرانية في دمشق. إنها حرب مضبوطة وستبقى مضبوطة إذا التزم الإيراني الحدود المقبولة إسرائيلياً. وفي هذا الاطار، ستبقى جميع خطب الأمين العام لـ”حزب الله” من دون أيّ أثر جدي على مسار المعادلات في المنطقة. وعلى رغم قول السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم القدس ان مجزرة القنصلية هي مفصل لها ما قبلها ولها ما بعدها، فإنه يعرف اكثر من غيره ان المعادلة تغيرت مع إسرائيل.

وبحسب مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت فإن “إيران التي تدير المشاغبات ضد إسرائيل واميركا من المقعد الخلفي لم تعد تملك ترف استخدام الفصائل الإيرانية من العراق الى لبنان كدروع بشرية لها، لان مجانين تل أبيب قرروا أن يستهدفوا الدروع مثل “حزب الله” وأقرانه، وفي الوقت عينه ان يضربوا الرأس أيضا. هكذا يجب ان يقرأ الإيرانيون وفصائلهم ما حصل في الأول من نيسان الجاري. إنها ضربة على الرأس. ويمكن لطهران ان توجه بنفسها ضربة كبيرة وموجعة إلى رأس إسرائيل في تل أبيب أو حيفا، أو في العديد من المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية. لكن الثمن سيكون في طهران أو “نتنز” أو “بوشهر” أو أيّ منشأة استراتيجية إيرانية. والجديد انه اذا قام أحد الفصائل من محور “الممانعة” مثل “حزب الله” بتصفية الحساب نيابة عن ايران فسيكون ردّ على الفصيل والبلد الذي ينتمي اليه، وفي الوقت عينه سيكون رد على ايران نفسها”.

اذاً ووفق هذه القراءة والمعلومات نحن امام واقع جديد تسببت به عملية “طوفان الأقصى” مفاده ان اختباء طهران خلف فصائلها في العراق، وسوريا ولبنان واليمن انتهى. وطهران هي التي تتحمل مسؤولية ميليشياتها في الإقليم لاسيما عندما يهاجمون إسرائيل. ولذلك ستتميز المرحلة المقبلة بالنسبة الى اللعبة بين ايران وإسرائيل بأنها مرحلة صياغة قواعد جديدة للعلاقة والتعايش بينهما. وأياً يكن الرد الايراني على ضربة القنصلية الإيرانية سيخرج الطرفان بعد فترة من التهويل المتبادل بتفاهمات غير مكتوبة بينهما تفضي الى وضع ضوابط على قواعد الاشتباك. إنها مصلحة إسرائيلية – إيرانية مشتركة لن يعكر صفوها سوى التقدم الكبير للبرنامج النووي العسكري الإيراني واقتراب طهران من مرحلة انتاج قنبلة نووية. لكن بانتظار ان يحين وقت التعامل مع إشكالية القنبلة النووية الإيرانية، فإن مجزرة القنصلية في دمشق قد تكون مناسبة لإنجاز صفقة غير مكتوبة بين تل أبيب وطهران تنهي بشكل أو بآخر “فولكلور” الفصائل من لبنان الى العراق عندما يتعلق الامر بأمن اسرائيل الاستراتيجي.

في ايران نظام مصلحة شديد التعقيد يعرف تماماً حدود اللعبة ومخاطر المجازفات المباشرة. ومن المحتمل جدا ان تكون عملية “طوفان الأقصى” أدت الى خلط الأوراق الإيرانية في المنطقة. فحرب غزة ستنتهي بالشكل الحالي بعد أسابيع قليلة. وستستمر بأشكال أخرى لمدة أطول. أما في لبنان فـ”حزب الله” العالق على الشجرة سيجد في نهاية المطاف من يساعده على النزول منها بعدما تكبد الخسائر الفادحة بشريا، معنويا وماديا. وفي الخلاصة سينسى الإيرانيون مجزرة القنصلية تماما كما نسوا اغتيال قاسم سليماني.

يبقى الأهم: لبنان أولاً وآخراً!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى