أبرز الأخباربأقلامهم

ميقاتي يسجل هدفاً جديداً في مرمى بكركي..!

Almarsadonline

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

انتهت مباراة حساسة جداً إمس بين بكركي والرئيس ميقاتي عنوانها :” عيد البشارة “.

صحيح أن العيد يخص المسيحيين تحديداً في وطن أسدي كل ما له علاقة بالتشريع الكنسي والتقاضي للمذاهب والطوائف، وما هي دوائر التنفيذ التابعة للسلطة كما دوائر الاحوال الشخصية سوى منصات تنفذ ما تأمره وتقرره الدوائر الكنسية والدينية بصورة عامة في وطن يغرز اكثر في المستنقع الطائفي والمذهبي عوض تطبيق دستور الطائف وتحديداً المادة ٩٥ منه التي فرضت منذ وضعه موضع التنفيذ في العام ١٩٨٩ التي نصت على آلية الغاء الطائفية السياسية في الدولة اللبنانية.

وبالعودة الى معركة الأمس ، واثر صدور مذكرة العطل الرسمية عن مجلس الوزراء القاضية باقفال الادارات العامة يوم ٢٥ الجاري بمناسبة عيد البشارة، صدر بيان عن بكركي يقضي بنقل العيد بسبب مصادفته يوم اثنين الفصح الى ٣ نيسان ،لكن سرعان ما اعلنت رئاسة الحكومة في بيان خاطف وقاسي اللهجة ان العيد باق في موعده مبرراً استناده الى مرسوم قديم يحدد ايام العطل الرسمية!

لقد أتى رد رئاسة الحكومة قاسي اللهجة ولم يراعِ هذه المرة إعتبارات دينية ورغبة استثنائية لبكركي في الشكل والمضمون لنقل العيد الى ٣ نيسان.

مراقبون تساءلوا : لو كان البيان صدر عن دار الفتوى عوض بكركي، هل كان للرئيس ميقاتي مواجهته والرد عليه بهذه القساوة ورفض مضمونه؟

وأي رسالة أراد ميقاتي توجيهها لبكركي؟ وهل هي رد على ما كان طلبه سابقاً من الصرح البطريركي ولم يستجب له؟

رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبده أبو كسم أشار لـ»نداء الوطن» أنّ نقل عيد سيّدة البشارة من ٢٥ آذار الجاري إلى الثالث من نيسان المقبل، هو تدبير كنسي داخلي وموجّه إلى المؤمنين فقط، ما يعني أنّ العطلة الرسمية في موعدها المحدّد ( وقد ظهر بوضوح قرار عدم مواجهة رئاسة الحكومة وتكبير حجر المواجهة بين الفريقين)

هكذا استوعبت بكركي رد ميقاتي، فأحجمت عن الدخول في معركة ذات أبعاد دينية معه، لكن البعض ادرجها في سياق المعارك الطاحنة بين الفريقين ،آخرها انتقاد البطريرك الراعي ميقاتي لاختزال صلاحيات رئيس الجمهورية رغم كون حكومته حكومة تصريف الأعمال ،فكان الرد البارحة ” حفر وتنزيل”، لكن المفارقة أن الهدف سجله ميقاتي في بكركي، داخل الشباك التي تعنى حصراً بالشؤون والشجون الدينية، وكأنه يقول لغبطته : حتى في الامور والملفات الدينية والرعوية الأمر لي!!

Screenshot 20240313 202930

معركة تلو المعركة تخسرها بكركي تباعاً ، من خسارة اعياد كعيد جميع القديسين الى حقوق بكركي في اراضي لاسا الى مناصب في الدولة من مديريات عامة ووزارات  كان يتولاها الموارنة تحديداً الى صلاحيات رئيس الجمهورية تمكن ميقاتي بالتحالف مع الثنائي من اختزالها بشخصه وتعطيل انتخاب رئيس رغم انقضاء عام ونصف على انتهاء ولاية الرئيس عون، فهل يجهز ميقاتي والثنائي على ما تبقى ويقضم ما بقي من صلاحيات دينية، من التشريع في الاحوال الشخصية الى انتزاع صلاحيات المحاكم الروحية لمصلحة المحاكم المدنية والاجازة بتسجيل عقود الزواج المدني لدى دوائر النفوس والاحوال الشخصية؟

الثابت في اي حال أن دور الموارنة تراجع منذ عهد الرئيس الهراوي الذي توج عهده بمرسوم التجنيس المشؤوم فاخل بالتوازنات، مروراً بعهد الرئيس عون الذي أعطى خلال عهده المشؤوم الذي قاد للإفلاس والانهيار شيكاً على بياض لفريق ٨ آذار وتحديداً الثنائي ، فأجهز على معنويات المسيحيين ومناصبهم وودائعهم وقدراتهم على المحافظة على مناصبهم، فانتزعت الواحدة تلو الأخرى، الى عهد الرئيس ميقاتي الذي تحول الى أمبراطور حاكم بأمره مختزلاً حتى دور الوزراء، وها هي معركة ” سيدة البشارة” تندلع وتلقى هزيمة لبكركي، ليصبح تعميم الأخيرة منعدم الوجود، في أول انكسار علني على يد رئيس حكومة سني يجهز على قرار كنسي من هذا النوع، فتنتهي المعركة بيوم واحد، ببيان للاب عبدو ابو كسم يعلن فيه الرضوخ لرئاسة الحكومة، ويلغى ما قرره الصرح البطريركي، ويعود يوم ٣ نيسان يوماً عادياً أسوة بباقي الأيام.

ما هو  موقف الرابطة المارونية التي شهدت معركة الأمس ،واين دور المثقفين الموارنة المنتشرين في أصقاع الأرض يتفرجون على تراجع هذا الدور وصولاً الى تجريد طائفة عريقة من حقوق اوشكت ان تصبح من الماضي…؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى