أخبار محلية

القاضي جرمانوس : حافظ الاسد منظره ومنظر جمجمة رأسه لم يكن عادياً.

كأن هناك لعنة على بلد الارز، وكأن هذا البلد بحاجة إلى جلسة لطرد الارواح الشريرة، وكما قال أحد الاصدقاء الاردنيين، “لا يوجد حفرة لم تسقطوا فيها، مع أنكم أذكياء”.

حافظ الاسد لم يكن رجلا عاديا. اصلا منظره ومنظر جمجمة رأسه لم يكن عادياً. صديق فرنسي قابله مرة قال عنه: “انه يشبه مدير في البنتاغون اكثر ما يشبه العرب”. حافظ الأسد لم يكن يحب لبنان، لاسباب عديدة. ظاهرة عرفات أمنت له الفرصة الذهبية لأخذ الضوء الأخضر الاميركي بهدف لجم تمدد منظمة التحرير. هنا لبنان دخل في عنق الزجاجة. ثم عاد وإتفق الاسد مع إسراىيل على تقاسم بلد الارز. إستمر هذا الاتفاق لغاية العام ٢٠٠٠. في تلك السنة ولاسباب سياسية داخلية، إنسحبت إسراىيل من لبنان دون وجود إتفاق مسبق مع الأسد وفككت ما كان يطلق عليه اسم جيش لبنان الجنوبي. في تلك اللحظة، علم داهية الشام ان قواعد اللعبة تغيرت.

شكل رفيق الحريري فرصة تاريخية للبنان كي يدخل الى نادي الدول المحترمة. في الواقع واجه معارضة شرسة. كيف لشخص، حتى لو كان رفيق الحريري، ان يبني اقتصاد بين مطرقة البعث السوري وسندان الحرس الثوري الايراني ! المهمة كانت مستحيلة، وبالفعل إنتهت بشكل مأساوي، كما تنتهي معظم الروايات الجميلة في بلد الدم والدموع، مع ١٠٠٠ كيلو من المواد الشديدة الانفجار.

هذا الاغتيال، شكل شرارة “لعامية” ١٤ آذار بإتحاد السنة، المسيحيين والدروز لأول مرة، بوجه قبضة سوريا البعثية على لبنان. لكن هذا لم يكن كاف. فقد سبق لسوريا الاسدية وتعاملت مع انتفاضات اشرس، وحروب مسلحة، ولم تكترث. ما حصل هذه المرة، ان “عامية” ١٤ آذار واكبها تغيير في السياسة الأميركية. هذه المرة الولايات المتحدة كانت ضد سوريا. بوش الابن لعب دور تاريخي. هنا أريد ان أدعو الى إنشاء تمثال تقديري لبوش الابن في بيروت أو أي مدينة سيادية أخرى. بوش الابن طرد الجيش السوري من لبنان، بعد أن ادخله والده الى بعبدا بسبب “غباء” شاغله.

إذاً الذي حصل في “عامية” ١٤ آذار إجتماع انتفاضة شعبية، التقت مع قيادة أميركية داعمة، لكن لم يكن يوجد قائد لهذه الانتفاضة. وهنا كان العطل والمقتل.

نجحت “عامية” ١٤ آذار بإخراج الجيش السوري من وطن الارز، لكن وريث هذا الجيش سيكون الحرس الثوري الايراني بدلا من المؤسسات الوطنية، وهذا حديث آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى