بأقلامهم

ميشال سماحة المجرم الوقح

بشارة خيرالله / هنا لبنان

لم ينسَ المجرم الكبير أن يشكر “قائد المقاومة” والرئيس السوري على وقوفهما دون سواهما إلى جانبه وإلى جانب عائلته طيلة فترة توقيفه.. أليس في هذا الشكر إدانة عن غير قصد لمن يحتضن المجرمين؟

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

في 11 آب 2012 كان من المفترض أن يطلّ الوزير السابق ميشال سماحة مع الإعلامي رواد ضاهر عبر شاشة “أو تي في” بحسب ما أعلن الأخير، لولا توقيفه في التاسع من آب 2012 من قبل قوى الأمن الداخلي (فرع المعلومات)، في عملية نوعية فيها الكثير من الذكاء والحكمة، وكشفه أمام الرأي العام متلبسًا بأبشع جريمة، جريمة نقل المتفجرات من سوريا إلى لبنان بهدف تفجيرها أمام المساجد والكنائس حتى في حضور البطريرك بشارة الراعي، بحسب التسجيلات الصوتية بصوت ميشال سماحة.

بمعزل عن وقاحة هذا المجرم غير النادم على فعلته كما قال، والذي افترض أنّ ما كان معه “شيء مهم” في السيارة (عالخفيف، شوية متفجرات)، لا بد من التوقف عند مزاعم الفرزدق بأنّ توقيفه حال دون اغتياله، لأنه كان يخدم سوريا بأمانة ويعمل على حمايتها، غامزًا من قناة المملكة العربية السعودية من خلال الأمير بندر بن سلطان.

ولم ينسَ المجرم الكبير أن يشكر “قائد المقاومة” السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد على وقوفهما دون سواهما إلى جانبه وإلى جانب عائلته طيلة فترة توقيفه..

أليس في هذا الشكر إدانة عن غير قصد لمن يحتضن المجرمين؟ وكيف يمكن أن تمر مقابلة كهذه مرور الكرام من دون استذكار اللواء الشهيد وسام الحسن الذي دفع حياته بسبب توقيف ميشال سماحة وضبطه بإدانة غير قابلة للشك عن دوره ودور محوره في سفك دماء الأبرياء والتفنن في الإجرام..

وفي محضر وسام الحسن لا بد من استذكار بعض تفاصيل تلك المرحلة، حين زار مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومعه رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين ليطلعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على تفاصيل العملية وعلى مشاهد مصورة وعلى تسجيلات صوتية ومكالمات هاتفية نُشر بعضها في الإعلام.. أخبرني الرئيس سليمان ذات يوم أنه صُعِق من هول ما شاهد.

بعدها تم تسريب الصور إلى جريدة الجمهورية التي تصدّر ميشال سماحة وعبواته الناسفة صورة غلافها مع محضر التحقيق كاملًا، وللأمانة، لولا الإسراع في نشر محضر التحقيق بعد الغطاء الذي أمّنه رئيس الجمهورية للأجهزة الأمنية، كان ميشال سماحة من عداد “القديسين” برعاية من الحزب.

يومها حال تحرك “المعلومات” السريع دون قطع الطرقات من أنصار الممانعة للمطالبة بالإفراج عن ميشال سماحة البريء بعد إطلالة قوية للنائب الحاج محمد رعد استنكر فيها توقيف سماحة وراح يكيل التهديدات قبل افتضاح الأمر ونشر محضر التحقيق كاملًا.

ويومها أيضًا، قال وسام الحسن لأحد المقربين منه: “من هيدي اللحظة بلشت عدّ أيامي”، وكان ما كان.. دفع اللواء الشهيد حياته، بعد أن “دقّ” في التوتر العالي.. وهناك جملة شهيرة للعماد ميشال عون خاطب فيها وسام الحسن قبل فترة وليس بسبب توقيف سماحة: “ليك يا وسام الحسن، يلّي بيدق بالتوتر العالي بيتفحّم”.. رحم الله وسام الحسن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى