أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم ٥ / ٣ / ٢٠٢٤

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم ٥ / ٣ / ٢٠٢٤

 

كتبت النهار:

 

تكشف مصادر سياسية ان انتظار ما حمله الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت صار ملحا في الاونة الاخيرة في ضوء عدم رغبة المسؤولين ان تبقى جبهة الجنوب اللبناني مفتوحة وموضع استنزاف اذا حصلت هدنة في غزة ولم تتوقف اسرائيل عن استهداف الجنوب اللبناني وفق ما اعلن وزير دفاعها. ف” حزب الله” الذي لا يرغب في تصعيد المواجهة سيجد نفسه في وضع صعب وهو اصلا في وضع دقيق ربطا بجملة اعتبارات. وهناك تفضيل لان تتوقف جبهة الجنوب تماما على غرار جبهة غزة وفق مفاوضات يقودها الاميركيون اقله بالنسبة الى لبنان. فهناك امران اساسيان على هذا المستوى : الاول ان الاطار المبدئي لما هو متوقع من ارساء هدنة والذهاب الى اتفاق او ترتيبات امنية بات معروفا ومن غير المرجح ان يحمل اي مفاجآت .

والثاني ان هناك ثمن لا بد ان يناله ” حزب الله” لكي يتراجع عناصره عن الحدود يرجح ان يكون في التفاوض على انسحاب اسرائيل من النقاط الست الخلافية المتبقية على الخط الازرق . ويقول متصلون ببعض المراكز في الخارج التي تتواصل مع اسرائيل ان السعي راهنا هو لحلول ظرفية وليس لحلول نهائية ما يستبعد كليا ، علما انه مستبعد اصلا، احتمال انسحاب اسرائيل من تلال كفرشوبا ومزارع شبعا في حال تم التسليم جدلا بان هذا ما يراد من اسرائيل لقاء تهدئة الجبهة الشمالية . والمؤشر الابرز على ذلك ان لا مطالبات ديبلوماسية بتنفيذ كامل للقرار 1701 بل مطالبات جزئية تتصل بابتعاد الحزب بضعة كيلومترات عن الحدود . ولذلك فان المحاولات، والتشديد على كلمة محاولات ، لاقناع الحزب بتراجع عناصره المسلحين في مقابل تثبيت نقاط حدودية يطلبها لبنان . اما المفاوضات الجدية التي تصل الى العودة الى اتفاق الهدنة والانسحاب من مزارع شبعا فهي تحتاج الى وقت قد لا يكون متاحا في الفترة المقبلة علما ان ترف الوقت وتاليا التنازل من حكومة بنيامين نتنياهو لذلك ليس متوافرا اضافة الى اعتبارات اخرى . وثمة من ينقل عن مراكز في عواصم غربية ان ربط الساحات لا يعني ربط الهدنات ببعضها البعض وفق ما اعلن الاسرائيليون انفسهم وما قاله هوكشتين ايضا . ويعتقد ان هناك عاملا لا يؤخذ في الاعتبار يرتبط بواقع انه بمجرد اقرار الكونغرس الاموال والسلاح لكل من اسرائيل واوكرانيا، فان اسرائيل ستحظى بزخم اضافي قد يتيح لها فتح معركة كبيرة . وهذا يشكل خطرا على لبنان على خلفية انه كلما مر المزيد من الوقت بعد شهر او شهرين ، فان الديبلوماسية ستضعف فرصها وتحديدا الديبلوماسية الاميركية بمعنى ان نافذتها تضيق لمصلحة اتساع نافذة الحرب . ذلك ان اسرائيل لن تأمن لتفاهم او اتفاق من دون ضمانات حاسمة بحيث لا يتكرر معها ما حصل مع حركة ” حماس” التي كان يعتقد انها متفقة مع اسرائيل على نقاط جعل هذه الاخيرة تتخلى عن حذرها ما اتاح لعملية ” طوفان الاقصى ” ان تحصل . اضف الى ذلك ان اسرائيل ترغب في ضمان ابعاد منصات اطلاق الصواريخ الصغيرة التي تطلق من مسافات قريبة من الحدود كون الردود عليها مكلف جدا على عكس الصواريخ البعيدة المدى التي يمكن التصدي لها بسهولة اكبر .

وتعتقد مصادر ديبلوماسية ان ما يجري راهنا من مساع او محاولات تهدئة هذه حدودها ليس اكثر فيما يتم اغراء لبنان بجزرة الدعم الاقتصادي والاعمار بعد هذه الحرب من اجل ان تحمل التهدئة طابعا مستداما. والثمن الذي يمكن ان يعطى للحزب يعود لدفعه اثمانا كذلك . اذ ووفق ما لوحظ ، فان الحزب خسر في هذه الجولة الحربية في مواجهة اسرائيل معركة تسويق دفاعه عن لبنان.اذ ان اصوات الكنيسة سواء كانت من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يتجاهل الحزب نداءاته المتكررة لانتخاب رئيس للجمهورية ويحمل محيطه عليه، او من متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة او من سائر الزعماء السياسيين المسيحيين وسواهم من الطوائف الاخرى دأبت على رفض جر لبنان وجنوبه الى معركة من اجل الاخرين . ومع ان الحزب استدرك اعلانه دخول المواجهة بتكرار مسؤوليه ان الحرب هي دفاع عن لبنان ايضا لان سقوط غزة يمهد لسقوط لبنان، فان هذا المنطق لم ير طريقه الى اذهان اللبنانيين الذين اكتووا بحروب الاخرين سواء دفاعا عن فلسطين او كانوا ضحية الاعتبارات الاقليمية . ولم يساعد الحزب في دعايته الاعلامية انه يدافع عن لبنان كونه كان ولا يزال جزءا من مجموعة من التنظيمات الموالية لايران التي تحركت على خلفية واحدة فيما ان الحزب كان بشر بما يسمى ب”وحدة الساحات”. وهذه خسارة داخلية مهمة تضاف الى خسارة جسيمة اكبر لعشرات العناصر الشابة الذين تم “اصطيادهم” بعيدا من خط المواجهة .

وسيكون الباب مفتوحا ازاء التساؤل اذا كانت هذه المواجهة التي خيضت تحت عنوان مساندة غزة ساهمت فعلا في التخفيف عنها ام لا فيما ان كلفة المواجهة عبر الجنوب وان كان ثمنها سيكون احتمال انسحاب اسرائيل من النقاط الست المتبقية على الخط الازرق ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للبنان (!) فهي ادت الى كلفة بمليارات الدولارات تتخطى نسبتها تلك التي كان سيحصل عليها لبنان من صندوق النقد الدولي فيما لو بدأ لبنان تنفيذ الاصلاحات ، وهو لم يفعل. وذلك علما انه لا يمكن اغفال لم الحزب شمل بعض المجموعات السنية الى موقفه من غزة ومساندتها انما من دون ان يتأمن الغطاء السني فعلا الداعم للفلسطينيين وحتى للعملية التي قامت بها ” حماس” ، مع الاصرار على عدم فتح باب الحرب على الجنوب او على لبنان كما فعل الحزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى