أبرز الأخبار

بين الحريري وجنبلاط.. “قلوب مليانة”

“على أمل لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد”.
هكذا ختم الرئيس سعد الحريري زيارته بيروت وعاد إلى مقره المعهود منذ تنحّى عن تشكيل الحكومة وعلّق عمله وعمل تيار المستقبل في الشؤون السياسية اللبنانية.
زيارة الحريري الأخيرة كانت أطول من زيارته العام الماضي، وحفلت باللقاءات السياسية والشعبية وشهدت على مواقف كثيرة أطلقها الحريري، لعل أبرزها المقابلة على قناتي الحدث والعربية السعوديتين، ما أوحى بأن ليونة طرأت على موقف الرياض من رئيس الحكومة السابق، وهي مقابلة هاجمت حزب الله بالمباشر لجهة اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
الحريري الإبن كشف أن خروجه من المشهد السياسي جاء بناء على طلب دولي لإحداث تغيير ما على الساحة اللبنانية، ولكن هل حصل التغيير؟ وفي أي اتجاه؟ في الاتجاه الأسوأ طبعاً.

زوار الحريري خرجوا بانطباعات تشير إلى قرب استئناف عمله السياسي، وهو ما جاء على لسانه بشكل مبهم عندما كرر القول “باقي معكم وحدكم وكل شي بوقته حلو”، وهذا الوقت بحسب مطلعين يحين عندما تقترب التسوية التي ستعيد تشكيل السلطة في لبنان من رأس الهرم وصولاً إلى رئاسة الحكومة والتعيينات في المواقع الأولى في الإدارات العامة.

إذاً، الوقت لم يحن بعد، فبعض الداخل قد ربط الساعة اللبنانية بتوقيت غزة وميدانها، الذي يستعد لجولة عنف أخيرة في رفح قبل رمضان أو في خلاله لا يهم، بحسب تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت. ولأن كل المبادرات الخارجية لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة باءت بالفشل حتى الساعة، لم يستعجل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حجز موعد للقاء الحريري وإعادة وصل ما انقطع بينهما وإذابة الجليد الذي غلّف علاقتهما.

بعض التسريبات أشار إلى اتصال حصل بين كليمنصو وبيت الوسط لحجز موعد، لكن الجواب لم يأتِ كما اشتهى جنبلاط الأب.
وعلى الرغم من أن المسافة الجغرافية بين مقري الزعيمين قريبة جداً، إلّا أن ما في القلوب بات يباعد بين حليفي الأمس.
وهنا تؤكد مصادر إشتراكية أن وليد بيك لم يتصل ببيت الوسط ولم يطلب موعداً للقاء الحريري، وحمل كلامها عتباً مبطناً على رئيس تيار المستقبل وكأنه هو من اختار الإبتعاد فلم يتصل بكليمنصو منذ فترة طويلة حتى إنه لم يتواصل مع الزعيم الدرزي عبر واتساب، فجاءت مشاركة اللقاء الديمقراطي تأدية واجب في ذكرى الرابع عشر من آذار.

الرئيس الحريري لم يهضم تضييق الوزير المحسوب على الإشتركي عباس الحلبي على المحسوبين على تيار المستقبل في وزارة التربية وفي مقدمهم أمل شعبان، معتبراً ذلك استهدافاً شخصياً ربما، أو محاولة لاجتثاث المستقبليين من الإدارة العامة، مستفيداً من فترة تعليق عمله السياسي وكأن أنصاره في الإدارة باتوا من دون حصانة، وهو ما رفضه الحريري علناً في مواقفه التي أعلنها بين الحشود المستقبلية التي أمّت بيت الوسط.
وإذا كانت قضية أمل شعبان قد طفت على سطح التباعد بين جنبلاط والحريري، فإن ما يفرّق بين الرجلين راهناً، أبعد من موظفة أُزيحت عن وظيفتها، ويتعداه إلى موقف جنبلاط من الحرب على غزة، ودعمه تعاطي حزب الله معها انطلاقاً من الساحة الجنوبية، وربط الساحتين، الأمر الذي يرفضه الحريري الداعم للقضية الفلسطينية والرفض لجرّ لبنان إلى حرب مدمّرة في عز الانهيار المالي والتخلّي الإقليمي والدولي عن دعم لبنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى