أبرز الأخباربأقلامهم

“غابي ايوب / حزب الله” تأسس بهدف اقامة “جمهورية اسلامية” في لبنان

غابي ايوب

خاص المرصد اونلاين

“حزب الله” تأسس بهدف اقامة “جمهورية اسلامية” في لبنان، وتصرّف في أولى سنواته كحزب يهتم ببناء شبكة مجتمعية إسلامية، وهي مرحلة غالبا ما يسميها الإسلاميون مرحلة “التمكين”، كانت خلالها سياسة الحزب مترفعة عن السياسة اللبنانية ومتكبرة عليها، ففي وقت كان لبنان ينقسم إلى شرقية مسيحية وغربية مسلمة، رفع “حزب الله” شعار “لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية”.

“حزب الله” انهمك آنذاك في أسلمة المجتمع اللبناني، على غرار ما فعل النظام الإسلامي في إيران، فتم تفجير محال مبيعات الكحول أو اغتيال من يديرونها، واستهدفت حفلات الأعراس ذات الموسيقى الصاخبة بمتفجرات صوتية، وتعرضت النساء من غير المحجبات أو ممن يلبسن ألبسة “غير شرعية” إلى الضغط المجتمعي الذي وصل حالة العنف اللفظي والجسدي.

لهذه الأسباب، لم يكترث الحزب الموالي لإيران لاتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، بل عارضه، على عكس الإجماع اللبناني، وهو ما عزل “حزب الله”، وأجبره على المشاركة الخجولة في انتخابات 1992، وكانت تلك تجربة بهدف البقاء السياسي.

أخذ “حزب الله” لبنان معه إلى أحضان إيران و”محور المقاومة”. هذه المرة، لم يعد “حزب الله” مهتما بإقامة “دولة إسلامية” اجتماعيا، بل هو استنسخ النموذج الإيراني الذي صار بموجبه زعيم الحزب حسن نصرالله مرشدا أعلى للبنان، على غرار إيران ومرشدها علي خامنئي.

أما الأهم، فهو أن نصرالله استنسخ للبنان “اقتصاد المقاومة” الإيراني، وهذا اقتصاد مبني على فكرة الاكتفاء الذاتي، وتأسيس وحدة اقتصادية مع الاقتصادات المتهالكة الحليفة، مثل إيران واليمن وفنزويلا، وعزل لبنان عن الاقتصاد العالمي كوسيلة للاستقلال عن الغرب والإمبريالية والنظام العالمي بأكمله.

هذا النموذج الاقتصادي لم يكن صدفة أو وليد الظروف، ففي دستور الجمهورية الإسلامية في إيران أن “الأصل في مجال ترسيخ الأسس الاقتصادية هو سد حاجات الإنسان في مسير تكامله ورقيه، لا كما في سائر النظم الاقتصادية التي ترمي إلى جمع الثروة وزيادة الربح”.

بالنسبة إلى حسن نصر الله، فإن لبنان جزء من الجمهورية الإسلامية في إيران، فهو ليس دولة مستقلة.

يجب أن تنتهي المهادنة والمجاملة بين الحزب والصرح البطريركي.. ليس صحيحاً أن «حزب الله» منع «داعش» من الوصول إلى جونيه كما تحدث الراعي آنذاك. اليوم «حزب الله» يرمي كل ثقله من أجل هدم الدولة اللبنانية وإعادة بنائها على النمط الإيراني من جديد.

«حزب الله» يرى السيطرة على الحكومة بات من التقليد السياسي الذي سيستمر وهذا ليس منتهى طموحه، بل عينه على تحقيق هدفه الاستراتيجي المرسوم منذ الثمانينات… تأسيس: «الجمهورية الإسلامية في لبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى