أبرز الأخبار

كيف سيؤمّن جعجع انتخاب رئيس يستفز الحزب؟

في آخر اطلالة له قال رئيس حزب “القوات” سمير جعجع انه يسعى لانتخاب رئيس للجمهورية يستفز حزب الله، متسائلا: “إذا كان مرشحنا الرئاسي لا يستفز حزب الله “فشو بدنا فيه؟”.

لم يحدد جعجع اية آلية لتحقيق مراده، هو الذي فشل في بتقاطعه مع رئيس”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في ايصال مرشحهما الوزير السابق جهاد أزعور طوال الفترة الماضية. وتتساءل مصادر “الثنائي الشيعي”، كيف ان “من فشل في ايصال ازعور الذي اصلا لم يُطرح كمرشح مستفز وهو التقى رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد، سينجح في ايصال مرشح يستفز الحزب؟” معتبرة في حديث لـ “الديار” “ان ما يسعى اليه جعجع من خلال موقفه هذا هو شد عصب جمهوره لا اكثر ولا اقل، كما ان انطلاقه من قاعدة كهذه يؤكد انه لا يريد رئيسا وانه غير مستعجل البتة على ذلك، بعكس ما يدعي”. وتضيف: “الا يدرك جعجع ان مرشحا يستفز الحزب يعني تلقائيا مرشحا يستفز حركة “أمل” وبالتالي كل النواب الشيعة، ما يعني انه لن يحظى بأي صوت شيعي ما يجعله مرشحا لا يحظى بالميثاقية التي ينادي بها القواتيون ليل نهار؟”.

وترى المصادر انه “في وقت “الناس راجعة من الحج” باشارة الى تبدل موقف رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، نرى جعجع ذاهب الى هناك”، مستهجنة تعاطيه بخفة مع موقف جنبلاط الاخير كما مع التقارب السعودي- الايراني، قائلة: “يبدو واضحا انه يخشى تسوية تأتي على حسابه وهو اصلا ما نبه اليه من خلال تغريدتين متتاليتين على حسابه على موقع x قبل فترة”.

وترى المصادر ان “جعجع اصلا منذ رفضه اولا دعوة البطريركية المارونية لحوار مسيحيي-مسيحي يُعقد تحت قبة بكركي للتوصل الى تفاهم بين القوى المسيحية الرئيسية على مرشح رئاسي، ومن بعدها رفضه مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري التي تقول بحوار موسع يليه جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس، اكد انه لا يريد انجاز الانتخابات الرئاسية، فهو على الارجح يعول على حرب تغير الموازين وقد تأتي به رئيسا او ان يؤدي الاستعصاء الحاصل لتغيير بالنظام يكون لمصلحته ايضا، علما ان هناك استحالة لتحقق السيناريوهين اللذين يطمح اليهما واذا نا تحققا فنتائجهما ستكون تماما عكس ما يحلم به”.

وتعتبر المصادر ان قوله صراحة ان “تركيبة الدولة غير شغّالة ويجب التفكير بتركيبة أُخرى”، كما وضعه على الطاولة طروحات توحي لسعيه لـ “فدرالية الامر الواقع”، كلها تكشف ان هناك ما يخطط له جعجع ابعد من الانتخابات الرئاسية. وتقول: “اعلان تمسكه بترشيح ازعور الذي تشير المعطيات انه اصلا لم يعد متحمسا للترشح، اكبر دليل على ان لا تعاطي جديا من قبله مع موضوع الرئاسة”.

وتشير المصادر الى ان رئيس “القوات” يلعب حاليا على اكثر من حبل لتفادي احتمال اقصائه من اي تسوية اقليمية دولية مقبلة حتما، معتبرة انه “ارسل مؤخرا اشارتين ايجابيتين الى حزب الله، الاولى عبر النائب ملحم رياشي الذي قال في مقابلة ان الحزب لبناني وليس ايرانيا والثانية عبر النائب جورج عدوان الذي اثنى خلال جلسة مناقشة الموازنة على وزير الحزب، وزير الاشغال علي حمية الدي رفع ايرادات وزارته”، واضافت المصادر: “هكذا مواقف لا تأتي من عدم والارجح انها محسوبة ومدروسة لتوصل رسالة الى الحزب مفادها استعداد القيادة القواتية لتسوية لا تأتي على حسابها وان كانت المواقف المعلنة غير ذلك”.

بالمحصلة، تعي معراب ان المرحلة دقيقة لدرجة تستدعي الاستعداد للتعامل مع كل الاحتمالات والسيناريوهات لذلك ما تعلنه غير ما تعمل عليه وتستعد له.

بولا مراد – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى