أبرز الأخبار

فرنجية المُرتاح لن يخرج خاسراً من التسويات

يُفضّل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية دراسة خطواته الرئاسية جيدا قبل الاقدام عليها، ويترك مساحات زمنية طويلة بين اطلالة وأُخرى عبر الاعلام ليحمل معه جديدا يستحق المتابعة والرصد من قبل حلفائه وخصومه مع اصرار لا لبس فيه على أن خطه التاريخي مع الثنائي حزب الله-حركة أمل سيبقى ثابتا لا تهزه ريح تغيير آتية من وراء الحدود.

يسعى فرنجية الى مصالحة شاملة مع القوى السياسية، وهو قالها قبل اعلانه الترشح للانتخابات النيابية، مبديا استعداده لملاقاة الجميع بمن فيهم التيار الوطني الحر ولكن تحت سقف كرامة “المردة” والاحترام المتبادل الذي تعرض في مرحلة سابقة للاهتزاز مع “الوطني الحر” وتحديدا من قبل النائب جبران باسيل. يُفضل فرنجية التعامل مع التيار ويُحاذر الدخول في اي تحالف مع “القوات اللبنانية” لما لهذا الامر من حساسيات مناطقية مرتبطة بالعلاقة السياسية المتوترة بين بشري وزغرتا، ولكنه في الوقت عينه يجد نفسه أمام حزب لا يُبالي به كشخصية سياسية لها تاريخها ويربطه بشكل أو بآخر بحزب الله على قاعدة التبعية، الامر الذي يُزعج فرنجية ويدفعه الى توجيه سهامه نحو معراب التي تعلم جيدا بحسب قيادات في المردة أن الزعيم الزغرتاوي يتعامل مع حليفه أو خصمه سواسية وبالتحديد بكل ما يتصل بكرامته السياسية والحزبية. وانطلاقا من هذا الواقع يرى فرنجية نفسه بعيدا عن القوات اللبنانية الرافضة بالاساس لفكرة أن يكون مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية وزعيما شماليا، وعلى الضفة الأُخرى تفتقد علاقته بباسيل الى الكيمياء التي تغيب عن لقاءات الرجلين بل تسود البرودة واللاثقة العلاقة بينهما.

يعتبر فرنجية نفسه في قلب اي تسوية قد ينتج عنها في نهاية المطاف رئيس للجمهورية إن نُصّب هو على كرسي بعبدا أو آلت لغيره من المرشحين الآخرين، ومن هنا يسعى الرجل الى ابقاء جسور التواصل قائمة مع الاطراف الاساسية في البلاد لاسيما حزب الله وحركة أمل اضافة الى النائب السابق وليد جنبلاط ومختلف القوى الوطنية. اما على الساحة المسيحية فيُحافظ الرجل على علاقته الجيدة مع قياديين داخل التيار الوطني الحر الذين ينتقدون قرار باسيل بالابتعاد عن المردة، ويرى هؤلاء ان الرجل وقف معهم في محطات كثيرة بل كان بوسع باسيل تضييق فجوة الخلاف بينهما لو أنه سلك طريق الاستيعاب ولم يوجه سهامه طيلة حكم العهد على فرنجية وتصرف معه بطريقة لا تليق مع حليف سياسي.

ومع ان علاقته بقائد الجيش كانت سيئة مع بداية العهد، الا أن الامور تطورت نحو الافضل في الاشهر القليلة الماضية وبدا العماد عون اقرب بالنسبة لفرنجية من باسيل، ومن يعرف رئيس المردة يؤكد أنه لن يقف بوجه الرجل في حال تم التوافق عليه رئاسيا بل مستعد للتنازل عن ترشحه ضمن رزمة متكاملة تحترم قراره وتكون منصفة بحق رجل غلَّب المصلحة الوطنية اكثر من مرة على مصلحته الخاصة.

ولكن بعيدا عن كل ذلك، يرى فرنجية في تطورات المنطقة مؤشرا ايجابيا لتعزيز موقعه كمرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى